تبكي الآهات في ليلِ التمني
ماعاد بلبل على الأفنانٍ يغني
صمت السكون جاوز المدى
بين جدران العذاب يسجنني
والآمال استباحها ديجوراً
والرقاد إلى الأنيس يؤرقني
آهاتٌ شقت عباب السماء
أيا ليلاً كفاك إلى الهمِّ تجرني
خطاي اترعشت من برد الأنين
وصوت المناجاة حبيسٌ يخنقني
أما تراك ياحظي أنىَّ زُرِعتَ
أكفُّ الدموعِ للحسرة تحصدني
بين القوم بت غريباً وحيداً
ماعاد صوت الأنيس يؤنسني
غفا الدهر بجناحيه على أنيسٍ
من ضفافِ الوجد أمسى يحرمني
أطوي الأيام بثقلها كم أعاني
من قريب القلب لِمَ عنه يُبعدني
مامرت الأيام إلاّ وفيها حشرجةً
وكيف بهِ إلى سواه يصرفني
ماعهدتُ بالأيام نوازع الهوى
إلا من يده! للأهواء يأخذني
ثوباً ماارتديتُ غيره للأيام
ولكن حسافةً ياقدري تظلمني
أفتشُ بين الوجوهِ عن أنسيةٍ
ريحانة قلبٍ وبوصلها يعرفني
أسيرٌ أنا بكنفها والعمر شاهدٌ
رغم براعمي التي تفرحني
إلاّها ماسكن الهوى صدري
ومَن غير لظى قلبها يسكنُني
آهٍ على أيامي كانت مترفةً
بعدها أصبح الزمن يُكبلني
مقيداً أنا يا دنيا والحيرة أناي
أنى السعادةُ يا من يُرشدني
دروبي أمســت موحشــةً
وتصاريف الأيام تهملني
أيا حيرة دنياي مافعلتِ
وإلى أين المسير يحملني
أُسافر أرتحل على جناحٍ
تكسرت أشرعته ويُغرقني
إلى قاعٍ مظلمٍ لا قرار له
وتراه إليّ بالأعماق يدفنني
أصيح والصوت لا مناجياً له
والدمعُ من القلب جارٍ يسفحني
وحيداً أصارع خطب أيامي
وليس من حنانٍ للروح يمدني
رباه ماذا أخطيتُ بدنيتي
حتى ألقى منهم ما يُحزنني
كم كنتُ راسماً للسعادة لهم
وماذا غير الآهات يُعطوني
ماخبأتُ الفرح يوماً لنفسي
وكم كانوا عن فرحي يصدوني
أهرب حينها للحبيب معانقاً
واليوم كأن الحبيب أمسى لايعرفني
أين أنت يامن تعرف سبب علتي
أين أنت يامن تعرف كيف تنتشلني
من حرقةِ آهاتٍ أنت وحدك تعلمها
من عذابٍ كم بمرارته يستبيحني
مدَّ يدك وتعال إلى أحضاني
فما سواك ياحبيباً يحضنني
لمست الدفء على صدرك
وليس إلاّك بحرارة الحب يصيبني
تعال في زحمة أيامٍ ظالمة
تعال فالأحزان دونك تُزلزلني
ماعدتً بعدك ياحبياً قوياً
فما غير حبك على الزمن يُقويني
هاأنا أنتظرك على رابية الأحزانِ
إن شئت المجيئ أو دونك يدفنوني
هذا كتابي لك ولهم أُسطره بدمعٍ
إمّا ألتقيك أو عنهم إن شاؤوا يُبعدوني