من طرف Wad EL AYOoN الجمعة أكتوبر 01, 2010 12:55 pmمقتطف من ...حماري و حزب النساء
قال لي حماري و هو يلمح بعينيه في احدى الصحف خبر تأليف حزب نسائي,
ـــ ما رأيك في الحزب النسائي؟... طبعا لابد ان يكون لك فيه رأي ..اليس كذلك ؟...
ـــ امن الطبيعي في نظرك ان يكون لي فيه رأي؟ ... لابأس ليكن الامر كذلك , و أظنه طبيعيا ايضا ان يكون هذا الرأي في جانب حزب النساء ...و لم لا ؟... اني رجل مظلوم ...و لسوف يؤلف عني كتاب بعد موتي : "توفيق المفترى عليه " ... الواقع اني دائما أتمنى للمرأة تقدما ... و لا أختلف معها الافي فهم كلمة " تقدم" فهي تفهمها على انها الجري في اثر الرجل و اللحاق به ... و انا على العكس : أرى ان الرجل هو الذي يجري و راء المرأة...
فالمسألة فيما يظهر لا تعدو مجرد خلاف في الرؤية و النظر ...و حتى الآن لم يفتح الله على الجنس البشري بواحد ذو عينين سليمتين ليبصر أيهما هو الذي ييسير خلف الآخر ...
و لأسلم عى كل حال بنظرية المرأة اثباتا لحسن نيتي ...و لنقل ان الرجل هو المتقدم , و انها المتخلفة ... و تفانيا في ارضائها اقول :
ان هذا التخلف يبدأ منذ نصف مليون سنة, اي من عصر الكهوف يوم كان الانسان يعيش حياة الصيد في الغابات تاركا انثاه في كهفها تعنى بصغارها و تهيء مما صاد لها و لأطفاله طعامهم وطعامها ....
لقد كان هذا التوزيع في العمل بأمر من الطبيعة التي زودت الرجل بعضلات قوية للكفاح خارج الكهف, و حبت الأنثى بالوداعة و الرحمة و الحنان اللازم للامومة داخل العش...
و مرت الوف الاعوام وهذا التقسيم في اعمال الجنسين قائم - و ان كان الصيد قد تغير - حتى اتخذ الوانا جديدة مثل المال و الجاه و المنصب و النفوذ ...الخ. و تبدلت كذلك الاسلحة, فذهب القوس و النشاب, وحل محلها سلاح آخر معنوي اجتماعي ذهني تصاد به كل تلك الاغراض , مما اصطلحنا تسميته بـ " العلم و الخبرة و القدرة و السياسة ...الخ "
كذلك تغير كهف المرأة فأصبح "شقة" نظيفة او "فيلا" مريحة , تخطر فيها بأثوابها الانيقة و زينتها البديعة , و تعنى بتنشئة اولادها على قواعد الصحة الجثمانية و الخلقية ...
لم تستطع خمسمائة الف من الأعوام أن تحدث من التغيير في اوضاع الجنسين اكثر من ذلك... و لقد لبث لكل منها عالمه المنفصل , و مجال نشاطه المستقل طوال هذا القدر الهائل من الاحقاب ... الرجل له الخارج و المرأة لها الداخل ... و اظن نصف مليون سنة مدة كافية لأن تكيف الطبيعة الانسان , فاذا راق للمرأة اليوم ان تغير طبيعتها وحلا في عينها ان تعمل ما يعمله الرجل فتشتغل باعمال الخارج و تخوض بنفسها غمار الكفاح في ميادين السياسة و لجاه و السلطان فذلك موكل اليها ...و كلنا نرحب به بل اني اناشدها ان تسرع منذ الآن .. و لتبدأ من البداية في الحال حتى لا تضيع وقتا على من سوف يأتي في المستقبل من اجيال ..
و الاقتراح العملي لتحقيق ذلك هو ان نبادر من فورنا فنرسل حضرات سيدات الحزب النسائي الى مجتمع فطري يشابه مجتمع الانسان الاول ...و هناك نترك البعثة الكريمة لتضع أساس الحياة المنشودة ..و عليها ان تعيد توزيع العمل من جديد على الوضع العكسي فتتولى هي القيام بأعمال الصيد في الغابات ... وتدع للرجل العمل داخل الكهوف ..و ننتظر مليون سنة اخرى , و هذا ليس بكثير , حتى تتوالد أجيال جديدة من النساء المكافحات يرفعن رؤوس اجدادهن, و يسطرن بمداد فخاري مبادئ الحزب النسائي الموقر ....
توفيق الحكيم ..
قال لي حماري و هو يلمح بعينيه في احدى الصحف خبر تأليف حزب نسائي,
ـــ ما رأيك في الحزب النسائي؟... طبعا لابد ان يكون لك فيه رأي ..اليس كذلك ؟...
ـــ امن الطبيعي في نظرك ان يكون لي فيه رأي؟ ... لابأس ليكن الامر كذلك , و أظنه طبيعيا ايضا ان يكون هذا الرأي في جانب حزب النساء ...و لم لا ؟... اني رجل مظلوم ...و لسوف يؤلف عني كتاب بعد موتي : "توفيق المفترى عليه " ... الواقع اني دائما أتمنى للمرأة تقدما ... و لا أختلف معها الافي فهم كلمة " تقدم" فهي تفهمها على انها الجري في اثر الرجل و اللحاق به ... و انا على العكس : أرى ان الرجل هو الذي يجري و راء المرأة...
فالمسألة فيما يظهر لا تعدو مجرد خلاف في الرؤية و النظر ...و حتى الآن لم يفتح الله على الجنس البشري بواحد ذو عينين سليمتين ليبصر أيهما هو الذي ييسير خلف الآخر ...
و لأسلم عى كل حال بنظرية المرأة اثباتا لحسن نيتي ...و لنقل ان الرجل هو المتقدم , و انها المتخلفة ... و تفانيا في ارضائها اقول :
ان هذا التخلف يبدأ منذ نصف مليون سنة, اي من عصر الكهوف يوم كان الانسان يعيش حياة الصيد في الغابات تاركا انثاه في كهفها تعنى بصغارها و تهيء مما صاد لها و لأطفاله طعامهم وطعامها ....
لقد كان هذا التوزيع في العمل بأمر من الطبيعة التي زودت الرجل بعضلات قوية للكفاح خارج الكهف, و حبت الأنثى بالوداعة و الرحمة و الحنان اللازم للامومة داخل العش...
و مرت الوف الاعوام وهذا التقسيم في اعمال الجنسين قائم - و ان كان الصيد قد تغير - حتى اتخذ الوانا جديدة مثل المال و الجاه و المنصب و النفوذ ...الخ. و تبدلت كذلك الاسلحة, فذهب القوس و النشاب, وحل محلها سلاح آخر معنوي اجتماعي ذهني تصاد به كل تلك الاغراض , مما اصطلحنا تسميته بـ " العلم و الخبرة و القدرة و السياسة ...الخ "
كذلك تغير كهف المرأة فأصبح "شقة" نظيفة او "فيلا" مريحة , تخطر فيها بأثوابها الانيقة و زينتها البديعة , و تعنى بتنشئة اولادها على قواعد الصحة الجثمانية و الخلقية ...
لم تستطع خمسمائة الف من الأعوام أن تحدث من التغيير في اوضاع الجنسين اكثر من ذلك... و لقد لبث لكل منها عالمه المنفصل , و مجال نشاطه المستقل طوال هذا القدر الهائل من الاحقاب ... الرجل له الخارج و المرأة لها الداخل ... و اظن نصف مليون سنة مدة كافية لأن تكيف الطبيعة الانسان , فاذا راق للمرأة اليوم ان تغير طبيعتها وحلا في عينها ان تعمل ما يعمله الرجل فتشتغل باعمال الخارج و تخوض بنفسها غمار الكفاح في ميادين السياسة و لجاه و السلطان فذلك موكل اليها ...و كلنا نرحب به بل اني اناشدها ان تسرع منذ الآن .. و لتبدأ من البداية في الحال حتى لا تضيع وقتا على من سوف يأتي في المستقبل من اجيال ..
و الاقتراح العملي لتحقيق ذلك هو ان نبادر من فورنا فنرسل حضرات سيدات الحزب النسائي الى مجتمع فطري يشابه مجتمع الانسان الاول ...و هناك نترك البعثة الكريمة لتضع أساس الحياة المنشودة ..و عليها ان تعيد توزيع العمل من جديد على الوضع العكسي فتتولى هي القيام بأعمال الصيد في الغابات ... وتدع للرجل العمل داخل الكهوف ..و ننتظر مليون سنة اخرى , و هذا ليس بكثير , حتى تتوالد أجيال جديدة من النساء المكافحات يرفعن رؤوس اجدادهن, و يسطرن بمداد فخاري مبادئ الحزب النسائي الموقر ....
توفيق الحكيم ..
