النفط العربي: هل هو نقمة ام نعمة؟؟؟
اذا ما تأملنا ما وصلنا اليه من نتائج فعلية فهو نقمة ابتلى الله بها الشعوب العربية ..وثمة علاقة جدلية بين تأسيس أسرائيل والنفط العربي فهي انشأت لحماية مصادر الطاقة الغربية وبالامكان تأمل كيف كان يراهن الغرب عليها في ضمان وصول مصادر الطاقة واضعاف البلاد العربية بالتفرقة ..وكانت الشعوب العربية واقعة بين سندان اسرائيل ومطرقة الحكومات السعودية الكويتية الخليجية التي استمدت شرعية بقائها من العدو الصهيو انكلو امريكي ..
اذا ما تأملنا ما وصلنا اليه من نتائج فعلية فهو نقمة ابتلى الله بها الشعوب العربية ..وثمة علاقة جدلية بين تأسيس أسرائيل والنفط العربي فهي انشأت لحماية مصادر الطاقة الغربية وبالامكان تأمل كيف كان يراهن الغرب عليها في ضمان وصول مصادر الطاقة واضعاف البلاد العربية بالتفرقة ..وكانت الشعوب العربية واقعة بين سندان اسرائيل ومطرقة الحكومات السعودية الكويتية الخليجية التي استمدت شرعية بقائها من العدو الصهيو انكلو امريكي ..
ويكفي ان نتأمل ما حدث للتجربتين التنمويتين الناصرية والصدامية لندرك توزيع الأدوار الذي مارسه النظام الصهيوني الاستعماري والنظام السعودي الكويتية الريعي مثلا.. فقد كان مطلوبا الحاق الهزيمة بناصر ومشروعه واتاحة المجال واسعا لتصعد الفئة البيرقراطية الطفيلية الساداتية المباركية الخائنة ان تقوى على حساب تيار ناصر ورفاقه في النطام الناصري عام 1967 لنفهم الدور الذي قام كل منهما به لاجهاض التجربة التنموية الناصرية رغم كل مثالبها ..
وهذا حدث مع صدام حسين والقصة معروفة فقد استدرج صدام امريكيا لحربين ضد ايران وضد محمية الكويت الامريكية ونفذ آل سعود الدور المنوط بهم تمويليا ولوجستيا واحتلاليا في الحالتين ..
وربما يطرح علينا اليوم سؤال عن مآل التجربة التنموية الايرانية وهل تملك القيادة الايرانية الحنكة لفهم توزيع الأدوار الصهيوني السعودي الكويتي الاماراتي الخليجي..
وليس بعيدا ما فعله البترودولار من دور لشن العدوان الصهيوني التموزي على لبنان وحزب الله ومحاولة استثمار فئات لبنانية انتهازية محسوبة على السعودية: كالحريري وجنبلاط وجعجع لاجهاض النصر اللبناني الفلسطيني لحزب الله في حرب تموزالأخير..وهذا ما أورده تقرير فينوغراد في شقه الاقليمي و الدولي,,وحتى تمويل مل يسمى امن الرئاسة والوقائي الذين هم عملاء اسرائيل في الداخل الفلسطيني ..
وعلى صعيد العمالة التي شفطتها دول الخليج كان المعول عليها لأجراء التحويلات الاجتماعية التنموية في بلدانهم الأصلية فتحولوا وعبر تحويلاتهم الى تشجيع النمط الاستهلامي التنموي من مفروشات وكماليات وغابت المعامل والورشات.
ان الثقافة التي شجعها البترودولار كرست السلفية والأصولية وانغلاقها على بديل انتحاري رومانسي عاجز عن مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.. وكان رفع البتردولار السعودي الكويتي لشعارات الاسلام من حيث الشكل بينما كانت تخوض في ممارسات استعبادية لشعوب المنطقة العربية بالتناوب بين اسرائيل وآل سعود والصباح يصب في هذا الاتجاه الانتحاري..
وليس أدل على ان النفط نقمة على العرب سوى ان نقارن المؤشرات التنموية الاساسية كمحو الأمية والتنمية الاجتماعية بين السعودية وكوبا التي لا تملك اي مورد ثمين ونرى ترتيب كلا منهما قي السلم التنموي للامم المتحدة..
تم تدمير الثـقافة العربية المنتجة والابداعية بل تم احباطها بعدم النشر والتوزيع والتسويق من الميديا الاعلامية للبترودولار التي روجت الثقافة الاستهلاكية والطفيلية والتخريبية نعرف بعضها اليوم بفضائيات ال ام بي سي والعربية وروتانا .. في تناغم مع ما تبثه الميديا الصهيونية الاسرائيلية لترويج الثقافة الامريكية الاستهلاكية والطفيلية وتغييب الثقافات المحلية والابداعية والمنتجة ..فهكذا حل العرب في جميع المؤشرات التنموية الاساسية في آخر مراتب الامم في محو الأمية والتنمية البشرية والبطالة ..
النفط والأموال الفلكية التي درها ضاعت في نشاطات ريعية لامردود لها سواء في العقارات أو انماط الاستهلاك الترفي الاستهلاكي والمستورد وارصدة في البنوك الغربية استثمرتها في استعباد العالم الثالث عبر استخدام الفائض البترودولاري في صناعة مصيدة الديون المعروفة.. ويكفي السعودية عارا ان تصنع كوريا الشمالية اسلحتها التي تقلق الولايات المتحدة وبينما ينفق آل سعود مئات المليارات لشراء خردة سلاح من بريطاينيا وامريكا لأنها لا تعمل دون قطع تبديل الأعداء كما ان غياب الاستثمار في العقل سيجعلها خردة في صحراء القمع السعودي العربي ..
ان البترودولار زود اجهزة الارهاب العربية التي تسمى مخابرات وأجهزة أمن بأموال طائلة لقمع الشعوب مما دفع العقل العربي الابداعي للأنزواء والخضوع لمتطلبات تطوير التخلف التي يشجعها البترودولار والمخابرات العربية ..وعمل البترودولار على تهميش القوى السياسية اليسارية والشعبية التي كان من الممكن ان تصوب اتجاه التنمية بضغطها الاجتماعي السياسي على الأنطمة
وتكفلت السعودية والانظمة الخليجية واسرائيل بالحفاظ على الوضع الراهن للقضيةالفلسطينية دون حل تحريري عبر البترودولار وسياساتها الخارجية التمويلية او الفسادية
ان البترودولار زاد من اندماج المنطقة في الاقتصاد العالمي كطرف تابع ضعيف وجعلها تدور في فلك قانون قيمة استعماري لا يرحم ضعيفا ومنع ظهور قانون قيمة تكافلي بين الدول العربية ..وبالتالي خلق اندماج استهلاكي للعالم العربي يشبه مرض فقدان المناعة المكتسبة من البترودولار امام المنظومة الدولية الاستعمارية مما جعله يبدو طعما سهلا لكل أشكال الاحتلالات ...والحديث يطول بلا نهاية