الحقيقه وراء وفاة محمد حسنى مبارك
خبر عاجل: وفاة الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك
خبر عاجل: وفاة الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك عن عمر يناهز السابعة والسبعين. هكذا أوردت قناة الجزيرة الفضائية الخبر العاجل وأنا فى طريقى الى العمل اليوم فى الصباح الباكر. ياألهى ماذا حدث للسيد الرئيس؟ ولكن لم أنتظر ذهنى أن يعمل ويجيب على سؤالى فوجدت نفسى أقفز فى الهواء فرحا بالخبر السعيد، الحمد لله لقد مات الديكتاتور، الأن والأن فقط يمكن لمصر أن تأخذ نفسها. ياألهى ...
أشعر أن هموم الدنيا قد أسدل عليها الستار وأن أربعة وعشرين سنة من العذابات قد طويت وآن الآوان للمصريين أن يتنفسوا الصعداء ويحلموا برئيس جديد . كم محظوظ هذا الجيل فسيرى رئيسين للجمهورية بغض النظر عمن هو آت للرئاسة. ومن فرط سعادتى أيقظت زوجتى من النوم ، فمازال الوقت مبكرا جدا، الساعة الأن مازالت السادسة صباحا.
قالت زوجتى: خير ماذا حدث؟
فأجبتها: لقد مات حسنى مبارك
فكانت فرحتها فرحتان، الأولى لرحيل كابوسا أثقل صدورنا نحن المصريين والسبب الأخر أنى وعدتها أن مات الريس فسوف أشترى لها خلخالأ... سوليتير.
فقالت أتتذكر ماوعدتنى؟
فأجبتها نعم أذكر جيدا ... حلال عليك الخلخال.
أمسكت بجهاز تبديل القنوات أتنقل من قناة الجزيرة للقناة الأولى للثانية ثم الى الفصائية المصرية ... الخ ، فكلهم يعلنون الخبر العاجل السعيد. ولكنى مازلت تحت الصدمة فمن طول بقائه ظننت أنه لايرحل. فقفزت الى المذياع وفعلت ذات الشى أتنقل من محطة لأخرى بدأتها من (هنا القاهرة) ليس أعجابا ببرامجها ولكن عشقا فى أسمها، فالله الحمد أنا متيم بالقاهرة.
أذن مات الطاغية المستبد، بعد سنين عجاف مرت علينا كسني يوسف وربما أشد ، فنبى الله يوسف لم يهان فى أقسام الشرطة ولم تخطف له زوجة رهينة حتى يسلم نفسه لسجانيه. وبدأت أتذكر جراح أربعة وعشرين سنة قد خلت، ومن شدة سعادتى كنت على وشك أن أسامح الرئيس مبارك على ما أقترفته يداه تجاه هذا الشعب المسكين.
وبعد قرابة خمسة عشرة دقيقة أنتابنى سؤال، كيف مات مبارك؟ ماذا حدث؟ ماهى التفاصيل؟ فرفعت سماعة التليفون وأتصلت باللواء نبيل ... صديق العائلة لأسأله وأعرف التفاصيل. فاللواء نبيل شخصية محترمة جدا على الرغم من كونه لواء شرطة فكثيرا ماأسر لى بسؤة الداخلية وشرها وضيق صدره من وجوده بها. وبدأ الجرس يرن ، رفع اللواء نبيل السماعة وبعد أن تبادلنا التحية سألته ماذا حدث؟ فقال كنت على يقين مائه بالمائه انك أنت المتحدث! فأنا أعلم فضولك جيدا. فلم أهتم كثيرا بمقدمة اللواء نبيل وقلت صوتك يبدو عليه التعب والحزن، فقال اللواء نبيل: لقد عدت اللتوه من القصر الجمهورى.
سألت اللواء هل مات؟
فقال: نعم.
سألت: ماذا حدث؟
قال اللواء نبيل: القصة بدأت من يومين، وصلتنى مكالمة من القصر الجمهورى تفيد أن الرئيس مفقود وطلب منى أن أتكتم الخبر. فكونت مجموعة كبيرة من أفضل رجال الشرطة للبحث عن الرئيس وقسمتهم الى مجموعات ، الأولى بقيادتى فى القاهرة والثانية ببرج العرب والثالثة بشرم الشيخ على أن تصب كل التحريات والمعلومات فى غرفة العمليات المركزية. وأضنانا البحث لمدة ثمانية وأربعين ساعة حتى بدأنا نتلمس فرضيات التدخل الأجنبى وعملية أختطاف ضالعة فيها دولة أو دول متتعددة. ظل الحال شامل بالغموض حتى ليلة أمس فبينما كنا نفتش القصر الجمهورى أقترح سكرتير أول الرئيس أن نفتش مكتب الرئيس مرة أخرى.
دخلنا مكتب الرئيس وفتشناه بدقة شديدة، وفتحت دولاب الرئيس والتى يحتفظ بها بكل وثائقه المهمة ولكنى هذه المرة لاحظت ستارة داكنة بلون وتجاعيد الخشب فى الخلف ، فقد صممت بدقة متناهيه حتى غفلت عنها ثلاث مرات. بدأت أزيح الرفوف حتى وصلت الى الستارة وقلبى يكاد يصطدم بذقنى من فرط أنفعالى وتوتر أعصابى. أزحت الستارة فاذا بها تفتح على حجرة سرية ووجدت الرئيس ملقى على الأرض لايتحرك.
دخلنا الحجرة وأقتربنا من السيد الرئيس وتحسست قلبه ولكن لا حراك فأيقنت أنها النهاية... لقد أنتهى كل شئ ... لقد مات السيد الرئيس ، ولكن ماهذا الجسم الصلب الملتصق بجسد الرئيس أسفل البنطلون؟ مددت يدى وأخرجته... أنه ... أنه ... أنه شريط فيديو! مكتوب عليه (حوار صحيفة السياسة الكويتية - مايو 2005) ولكن الشريط مبلول! من أين هذا البلل؟
وبينما أنظر حولى لاحظت أن الرئيس قد قبض يده اليسرى على قصاصة صغيرة. أجتهدت أن أفتح يده ولكن يده متيبسة بعض الشئ... مازلت أحاول حتى تمكنت من أخراج القصاصة.
كدت أقفز من التليفون ، سألت اللواء نبيل وماذا وجدت فى الورقة
قال: وجدت كلمة واحدة
صرخت فى اللواء نبيل متسائلا ، ماهى آخر كلمات الرئيس؟
قال: كفاية
وفجأة أحسست بيد تهزنى ، أنها زوجتى تخبرنى أنى تأخرت على الشغل فنظرت فى ساعتى ، ياالهى أنها السابعة
خبر عاجل: وفاة الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك
خبر عاجل: وفاة الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك عن عمر يناهز السابعة والسبعين. هكذا أوردت قناة الجزيرة الفضائية الخبر العاجل وأنا فى طريقى الى العمل اليوم فى الصباح الباكر. ياألهى ماذا حدث للسيد الرئيس؟ ولكن لم أنتظر ذهنى أن يعمل ويجيب على سؤالى فوجدت نفسى أقفز فى الهواء فرحا بالخبر السعيد، الحمد لله لقد مات الديكتاتور، الأن والأن فقط يمكن لمصر أن تأخذ نفسها. ياألهى ...
أشعر أن هموم الدنيا قد أسدل عليها الستار وأن أربعة وعشرين سنة من العذابات قد طويت وآن الآوان للمصريين أن يتنفسوا الصعداء ويحلموا برئيس جديد . كم محظوظ هذا الجيل فسيرى رئيسين للجمهورية بغض النظر عمن هو آت للرئاسة. ومن فرط سعادتى أيقظت زوجتى من النوم ، فمازال الوقت مبكرا جدا، الساعة الأن مازالت السادسة صباحا.
قالت زوجتى: خير ماذا حدث؟
فأجبتها: لقد مات حسنى مبارك
فكانت فرحتها فرحتان، الأولى لرحيل كابوسا أثقل صدورنا نحن المصريين والسبب الأخر أنى وعدتها أن مات الريس فسوف أشترى لها خلخالأ... سوليتير.
فقالت أتتذكر ماوعدتنى؟
فأجبتها نعم أذكر جيدا ... حلال عليك الخلخال.
أمسكت بجهاز تبديل القنوات أتنقل من قناة الجزيرة للقناة الأولى للثانية ثم الى الفصائية المصرية ... الخ ، فكلهم يعلنون الخبر العاجل السعيد. ولكنى مازلت تحت الصدمة فمن طول بقائه ظننت أنه لايرحل. فقفزت الى المذياع وفعلت ذات الشى أتنقل من محطة لأخرى بدأتها من (هنا القاهرة) ليس أعجابا ببرامجها ولكن عشقا فى أسمها، فالله الحمد أنا متيم بالقاهرة.
أذن مات الطاغية المستبد، بعد سنين عجاف مرت علينا كسني يوسف وربما أشد ، فنبى الله يوسف لم يهان فى أقسام الشرطة ولم تخطف له زوجة رهينة حتى يسلم نفسه لسجانيه. وبدأت أتذكر جراح أربعة وعشرين سنة قد خلت، ومن شدة سعادتى كنت على وشك أن أسامح الرئيس مبارك على ما أقترفته يداه تجاه هذا الشعب المسكين.
وبعد قرابة خمسة عشرة دقيقة أنتابنى سؤال، كيف مات مبارك؟ ماذا حدث؟ ماهى التفاصيل؟ فرفعت سماعة التليفون وأتصلت باللواء نبيل ... صديق العائلة لأسأله وأعرف التفاصيل. فاللواء نبيل شخصية محترمة جدا على الرغم من كونه لواء شرطة فكثيرا ماأسر لى بسؤة الداخلية وشرها وضيق صدره من وجوده بها. وبدأ الجرس يرن ، رفع اللواء نبيل السماعة وبعد أن تبادلنا التحية سألته ماذا حدث؟ فقال كنت على يقين مائه بالمائه انك أنت المتحدث! فأنا أعلم فضولك جيدا. فلم أهتم كثيرا بمقدمة اللواء نبيل وقلت صوتك يبدو عليه التعب والحزن، فقال اللواء نبيل: لقد عدت اللتوه من القصر الجمهورى.
سألت اللواء هل مات؟
فقال: نعم.
سألت: ماذا حدث؟
قال اللواء نبيل: القصة بدأت من يومين، وصلتنى مكالمة من القصر الجمهورى تفيد أن الرئيس مفقود وطلب منى أن أتكتم الخبر. فكونت مجموعة كبيرة من أفضل رجال الشرطة للبحث عن الرئيس وقسمتهم الى مجموعات ، الأولى بقيادتى فى القاهرة والثانية ببرج العرب والثالثة بشرم الشيخ على أن تصب كل التحريات والمعلومات فى غرفة العمليات المركزية. وأضنانا البحث لمدة ثمانية وأربعين ساعة حتى بدأنا نتلمس فرضيات التدخل الأجنبى وعملية أختطاف ضالعة فيها دولة أو دول متتعددة. ظل الحال شامل بالغموض حتى ليلة أمس فبينما كنا نفتش القصر الجمهورى أقترح سكرتير أول الرئيس أن نفتش مكتب الرئيس مرة أخرى.
دخلنا مكتب الرئيس وفتشناه بدقة شديدة، وفتحت دولاب الرئيس والتى يحتفظ بها بكل وثائقه المهمة ولكنى هذه المرة لاحظت ستارة داكنة بلون وتجاعيد الخشب فى الخلف ، فقد صممت بدقة متناهيه حتى غفلت عنها ثلاث مرات. بدأت أزيح الرفوف حتى وصلت الى الستارة وقلبى يكاد يصطدم بذقنى من فرط أنفعالى وتوتر أعصابى. أزحت الستارة فاذا بها تفتح على حجرة سرية ووجدت الرئيس ملقى على الأرض لايتحرك.
دخلنا الحجرة وأقتربنا من السيد الرئيس وتحسست قلبه ولكن لا حراك فأيقنت أنها النهاية... لقد أنتهى كل شئ ... لقد مات السيد الرئيس ، ولكن ماهذا الجسم الصلب الملتصق بجسد الرئيس أسفل البنطلون؟ مددت يدى وأخرجته... أنه ... أنه ... أنه شريط فيديو! مكتوب عليه (حوار صحيفة السياسة الكويتية - مايو 2005) ولكن الشريط مبلول! من أين هذا البلل؟
وبينما أنظر حولى لاحظت أن الرئيس قد قبض يده اليسرى على قصاصة صغيرة. أجتهدت أن أفتح يده ولكن يده متيبسة بعض الشئ... مازلت أحاول حتى تمكنت من أخراج القصاصة.
كدت أقفز من التليفون ، سألت اللواء نبيل وماذا وجدت فى الورقة
قال: وجدت كلمة واحدة
صرخت فى اللواء نبيل متسائلا ، ماهى آخر كلمات الرئيس؟
قال: كفاية
وفجأة أحسست بيد تهزنى ، أنها زوجتى تخبرنى أنى تأخرت على الشغل فنظرت فى ساعتى ، ياالهى أنها السابعة