قوة اتخاذ القرار ... هل انت انسان نمطى ام مغامر
امشي جنب "الحيط" ... عباره دائما نسمعها كنصيحه للسير في حياتنا بنمطيه ... لا تنظر يمينك و لا شمالك .... اتبع الاسهم علي الطريق و العلامات و انطلق ...
في الحقيقه هذا هو عنوان حياتنا الاكبر : النمطيه و الالتزام بالقواعد التزاما حرفيا يجعل من التفكير في خرق الاسلوب النمطي للحياه محض خيال خصب ... و شئ غير واقعي ... او شئ من المنكر المكروه
لنوضح اكثر ...
ينتقل الانسان من الحضانه الي الاعدادي الي الثانوي الي الجامعه الي الوظيفه الي المعاش الي ... الله يرحمكم و يرحمنا جميعا
تجد ان معظم البشر - و نحن قادتهم - نسير في هذه الرحله المخططه سلفا بنوع من التسليم بان هذه الخطوه تليها تلك و هكذا دواليك ... فيختفي التفكير الغير تقليدي ... و لا تسمع عن تفكير "ثوري" لو صح التعبير ...
لو قلت لك : اقفز من الصف الابتدائي الي الثانوي مباشرة ؟ .... ماذا سترد ؟
اراك مستعجبا ... و اراك مستنكرا .. و اراك غير مقتنع بالسؤال و السائل معا ....
اني اعذرك ... لكن صدقني جيدا ... ان هناك نفر قليل من البشر يفكر في سؤالي و هناك آخرون وضعوه موضع التنفيذ ... و لا تسأل كيف و متي و لماذا ؟ .... فطالما استنكرت و تعجبت فاعلم انك من البشر النمطي العادي الطبيعي .... فريح بالك
انه الخوف من المجهول هو الذي يسيطر علينا اذا ما فكرنا في المجازفه ... فمثلا تجد شخصا يمتهن وظيفة تدر عليه القليل من المال و يتمني ان ينتقل الي اخري .... و لكنه للاسف يظل يتمني و لا يتخذ قرارا بترك هذه الوظيفه لأنه خائف ..... نعم خائف من المجازفه ...خائف من يفقد الاولي و لا يحصل علي الثانيه ..... خائف بان يكون مثالا لكل من تسول نفسه ان يفكر بثوريه ...
تجد هذا الشاب يسرع الي البنك ليضع نقوده فيه منتظرا ربحا حقيرا في مقداره مشبوها في اصله ... و يخشي ان يغامر بنقوده في تجارة او بورصه او ما شابه .... فيصبح مثالا لشخص احمق ... و لا يدري ان عظماء علي الارض هم حمقي بمقاييس ريختر
تجد آخر راضيا بوضع لا يعجبه .. لا يناسبه ... لا يرضاه لنفسه ... خوفا بان يتهم يوما بانه انقذ نفسه و حاز شرف الدفاع عن نفسه .... فيقرر ان يسير في الطريق فوق المؤشرات متبعا العلامات ... لا يمين و لا شمال ... و انما السير حتي و لو كان الجحيم المعلوم هو نهاية الطريق ....
تجد فتاة تعرف ان سعادتها هنا في هذا الطريق و الشرع معها و يدعمها و تذعن الي كابوس النمطيه و تستسلم في النهاية لطريق الهدوء الحياتي المنتهيه ولايته ... مبررة فعلتها بـ "هما عاوزين كده"
التاريخ و الجغرافيا ينسبون النجاح و الشهره و التأثير في العالم و صنع التاريخ لحفنة من البشر ... اقل ما يقال عنها انها غير نمطيه ... و يمكن ان يطلق عليها "ثوريه" .... هؤلاء هم من حركوا العالم ... و صنعوا التاريخ .... و بنو اهرامات من مؤسسات اقتصاديه ضخمه ...و نسجوا للحياة ثوبا جديد ... بعيدا عن الموضه القديمه ... هم من زحزحوا عقولهم قليلا ...
حكي لي احد الاصدقاء انه قديما ظل نمطيا متبعا تعليمات الحياة و منتظرا النقله الروتينيه تلو النقله في حياته التعليميه و الوظيفيه و حتي الزوجيه ... بينما اخاه الاصغر "شطح" بتفكيره الثوري الي السفر و اقتحام مجالات جديده و الانطلاق بعيدا عن قيود النمط الاوحد للحياة التي لا نعرف غيرها ...وسط تهديدات اسياد النمطيه بالفشل و الطرد من جنة الحياة المحدودة الافق
و اذ به بعد عدة سنوات ... يصبح الاخ "الثوري" شخصا ناجحا يشار اليه بالبنان ... و اصبحت تجربته الغير تقليديه يحكي عنها كما يحكي عن رحلة ارمسترونج الي القمر ... بينما لا زال الاخ الاكبر مكبلا و مجرورا في سلسلة النمطيه ... ينتظر ترقيته الدوريه ... حين يقررون هم منحه اياها ... لا حين يقرر هو ان يمنحها لنفسه
انها فلسفة اتخاذ القرار ... و فلسفة الخوف من تبعات القرار ... و من حسابات معقدة حول القرار ... حسابات اخلاقيه ... و عرفيه ... و مجتمعيه .... و لكن يبقي الناجحون في كل مكان هم من اتخذوا القرار ....
هم من صنعوا طرقا جديدة للحياة
لا من ساروا في طرق دهستها الاجيال تلو الاجيال
عفوا ... هي ليست فلسفة اتخاذ القرار .... بل هي قوة اتخاذ القرار .... لاننا لا نجرؤ علي اتخاذه اساسا إلا ...!!
امشي جنب "الحيط" ... عباره دائما نسمعها كنصيحه للسير في حياتنا بنمطيه ... لا تنظر يمينك و لا شمالك .... اتبع الاسهم علي الطريق و العلامات و انطلق ...
في الحقيقه هذا هو عنوان حياتنا الاكبر : النمطيه و الالتزام بالقواعد التزاما حرفيا يجعل من التفكير في خرق الاسلوب النمطي للحياه محض خيال خصب ... و شئ غير واقعي ... او شئ من المنكر المكروه
لنوضح اكثر ...
ينتقل الانسان من الحضانه الي الاعدادي الي الثانوي الي الجامعه الي الوظيفه الي المعاش الي ... الله يرحمكم و يرحمنا جميعا
تجد ان معظم البشر - و نحن قادتهم - نسير في هذه الرحله المخططه سلفا بنوع من التسليم بان هذه الخطوه تليها تلك و هكذا دواليك ... فيختفي التفكير الغير تقليدي ... و لا تسمع عن تفكير "ثوري" لو صح التعبير ...
لو قلت لك : اقفز من الصف الابتدائي الي الثانوي مباشرة ؟ .... ماذا سترد ؟
اراك مستعجبا ... و اراك مستنكرا .. و اراك غير مقتنع بالسؤال و السائل معا ....
اني اعذرك ... لكن صدقني جيدا ... ان هناك نفر قليل من البشر يفكر في سؤالي و هناك آخرون وضعوه موضع التنفيذ ... و لا تسأل كيف و متي و لماذا ؟ .... فطالما استنكرت و تعجبت فاعلم انك من البشر النمطي العادي الطبيعي .... فريح بالك
انه الخوف من المجهول هو الذي يسيطر علينا اذا ما فكرنا في المجازفه ... فمثلا تجد شخصا يمتهن وظيفة تدر عليه القليل من المال و يتمني ان ينتقل الي اخري .... و لكنه للاسف يظل يتمني و لا يتخذ قرارا بترك هذه الوظيفه لأنه خائف ..... نعم خائف من المجازفه ...خائف من يفقد الاولي و لا يحصل علي الثانيه ..... خائف بان يكون مثالا لكل من تسول نفسه ان يفكر بثوريه ...
تجد هذا الشاب يسرع الي البنك ليضع نقوده فيه منتظرا ربحا حقيرا في مقداره مشبوها في اصله ... و يخشي ان يغامر بنقوده في تجارة او بورصه او ما شابه .... فيصبح مثالا لشخص احمق ... و لا يدري ان عظماء علي الارض هم حمقي بمقاييس ريختر
تجد آخر راضيا بوضع لا يعجبه .. لا يناسبه ... لا يرضاه لنفسه ... خوفا بان يتهم يوما بانه انقذ نفسه و حاز شرف الدفاع عن نفسه .... فيقرر ان يسير في الطريق فوق المؤشرات متبعا العلامات ... لا يمين و لا شمال ... و انما السير حتي و لو كان الجحيم المعلوم هو نهاية الطريق ....
تجد فتاة تعرف ان سعادتها هنا في هذا الطريق و الشرع معها و يدعمها و تذعن الي كابوس النمطيه و تستسلم في النهاية لطريق الهدوء الحياتي المنتهيه ولايته ... مبررة فعلتها بـ "هما عاوزين كده"
التاريخ و الجغرافيا ينسبون النجاح و الشهره و التأثير في العالم و صنع التاريخ لحفنة من البشر ... اقل ما يقال عنها انها غير نمطيه ... و يمكن ان يطلق عليها "ثوريه" .... هؤلاء هم من حركوا العالم ... و صنعوا التاريخ .... و بنو اهرامات من مؤسسات اقتصاديه ضخمه ...و نسجوا للحياة ثوبا جديد ... بعيدا عن الموضه القديمه ... هم من زحزحوا عقولهم قليلا ...
حكي لي احد الاصدقاء انه قديما ظل نمطيا متبعا تعليمات الحياة و منتظرا النقله الروتينيه تلو النقله في حياته التعليميه و الوظيفيه و حتي الزوجيه ... بينما اخاه الاصغر "شطح" بتفكيره الثوري الي السفر و اقتحام مجالات جديده و الانطلاق بعيدا عن قيود النمط الاوحد للحياة التي لا نعرف غيرها ...وسط تهديدات اسياد النمطيه بالفشل و الطرد من جنة الحياة المحدودة الافق
و اذ به بعد عدة سنوات ... يصبح الاخ "الثوري" شخصا ناجحا يشار اليه بالبنان ... و اصبحت تجربته الغير تقليديه يحكي عنها كما يحكي عن رحلة ارمسترونج الي القمر ... بينما لا زال الاخ الاكبر مكبلا و مجرورا في سلسلة النمطيه ... ينتظر ترقيته الدوريه ... حين يقررون هم منحه اياها ... لا حين يقرر هو ان يمنحها لنفسه
انها فلسفة اتخاذ القرار ... و فلسفة الخوف من تبعات القرار ... و من حسابات معقدة حول القرار ... حسابات اخلاقيه ... و عرفيه ... و مجتمعيه .... و لكن يبقي الناجحون في كل مكان هم من اتخذوا القرار ....
هم من صنعوا طرقا جديدة للحياة
لا من ساروا في طرق دهستها الاجيال تلو الاجيال
عفوا ... هي ليست فلسفة اتخاذ القرار .... بل هي قوة اتخاذ القرار .... لاننا لا نجرؤ علي اتخاذه اساسا إلا ...!!