نبذة عن بطل القصة
القصة هى قصة المواطن المصرى أحمد محمد عبد الرحمن
مواليد 6 اغسطس 1939
من السويس - حى الغريب
وكان يعمل قبل الهجرة للقاهرة موظفا فى شركة سمبل للسياحة ومتزوج وله ولدين
المخابرات الاسرائلية تبحث عن عميل جديد والطريقة واحدة:
الهجرة الى القاهرة
بعد حرب يونيو 1967 الغادرة والدمار الذى اصاب مدن القنال من جراء القصف الوحشى بآلاف القذائف للمدن المصرية الواقعة على قناة السويس ومن المعروف ان هذه المدن جميعها لا تحوى أى أهداف عسكرية مما نتج عنه هروب جماعى للسكان الذين بقيوا على قيد الحياه بأتجاه القاهرة وبطل قصتنا هذه واحد من الألاف الذين تركوا منازلهم وهربوا الى القاهرة مع زوجتة وولديه ليبدأ حياة جديدة فيها وحين وصل الى القاهرة استقر مؤقتا لدى اقرباء له شاركوه المنزل والمأكل والمشرب ولم يستطع ان يجد عملا يناسبه فقرر السفر الى اليونان .
الهجره الى اليونان
سافر الى اثينا حيث تمكن من ايجاد عمل على الباخرة(آرتا) الى تتجول فى موانئ أوربا حتى وصلت الى ميناء بريستون لانكشير فى انجلترا فوقفت لافراغ ما بها من البضائع للتجار البريطانيين وهناك تعرف على فتاه ادعت ان اسمها جوجو وانها بريطانية وابنة مليونير وظلت هذه الفتاه تلاحقة من ميناء الى ميناء
واحيانا تنتقل بالطائرة لتلقاه فى البلاد التى يتواجد بها وكما كانت ترسل له الخطابات الغرامية وعرضت عليه ترك العمل فى البحر وستجد له العمل المناسب عند ذلك بدأ يشك فى نواياها ورفض عرضها قائلا انه يفضل البقاء فى البحر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لقاء مكشوف للمخابرات الاسرائلية
لقاء فى ألمانيا
وصلت الباخرة الى ميناء (كيل كانال) فى ألمانيا الغربية ونزل منها كالعادة بعد انتهاء عملة للتجول فى المدينة فتعرف على اثنين ادعيا انهما من رجال الاعمال احداهما يدعى جاك والآخر إبرهام وحاولا التقرب منه ووجها الدعوة له لقضاء الليل فى المدينة فوافق وهو الواثق من نفسه وأثناء السهرة (كررا) نفس طلب صديقتة جوجو- (وقد تأكد احمد انها يهوديه من خلال لقاءه بها لأنها كانت تدافع عن اسرائيل قائله: اسرائيل تريد ان تعيش والعرب يريدوا ان يلقوا بها فى البحر.) التى اختفت عن المسرح بعد ان ارشدتهما اليه - بضرورة ترك العمل على الباخرة وسيجدا له العمل المناسب وأخبره جاك ان والده مليونير وانه سيتوسط له للعمل معه ويترك المركب وفى اليوم تظاهر جاك بأن والده وافق على ان يعمل احمد لديهم بعد جهد كبير وعليه ان يترك العمل حالا ولكن احمد الصادق مع نفسه اجابهما :كيف لى ان اترك العمل مع كابتن يحترمنى ويساعدنى ؟
قالا له:افتعل مشاجرة فى الباخرة
فاجابهم :انه ليس من أخلاقة المشاجرة
ولكى يضعاه تحت الامر الواقع احضرا له رساله باللغة العربية ضمن مظروف وعلية طابع مصرى مرسلة الية من والدتة المريضه جدا حتى يوافق الكابتن على تركه للعمل وفعلا نجحت حيلة جاك وزميلة ووافق القبطان على محاسبة احمد الذى قبض جميع ما ادخرة من رواتب طيلة الاشهر الماضية واعطاه فوق ذلك مبلغ 100 دولار مكافأة له وطلب منة ان يلتحق بهم بعد ان يطمئن على والدتة وودعه
وتوجه الى الفندق فحضر جاك وزميلة واصطحبوه للسهر احتفالا بهذه المناسبة وفى اثناء السهرة اعلمة جاك بان والدة (المليونير المزعوم) قد وافق على ان يكون احمد (وكيلا) لشركتة فى القاهرة وان عملة سيكون الاستعلام عن المراكب الغارقة فى قناة السويس وحجم الغاطس وطول المركب وعرضة
(هذه معلومات وهمية وبسيطة تستعمل لجر رجل العميل ليستهين بالعمل المكلف به)
وسلمة مبلغ 500 دولار دفعة على الحساب وبطاقة الطائره ايضا وعنوانهما فى ألمانيا لارسال الرسائل والبرقيات بعد استقراره بالقاهرة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
العودة الى مصر
الوطن الأصيل
ودع جاك وابرهام عميلهما الجديد احمد فى المطار وهما يعتقدان انه اصبح عميلا لهما بين ليلة وضحاها لا سيما وقد وعداة باعادة المياه لمجاريها بينه وبين جوحو حين يفكر فى زيارتهما فى ألمانيا وحين هبطت الطائرة فى مطار القاهرة الدولى وخرج منها وهو غير مصدق عودته هكذا .ولنترك له رواية القصة ليتكلم عن شعورة بنفسة :
يقول احمد عدت الى بلدى مصر ورأسى يكاد ينفجر لم انم ليلة وصولى الى القاهرة ضممت ولدى وانا ابكى بدموع لم تنزل رأيت فيها اطفال بلدى الصغار الذين فتكت بهم القنابل الاسرائلية فى وحشية وهجمية رأيت فى امى وزوجتى امصر العزيزة بكل شموخها وأصالتها رأيت فى أهلى جميها ذكريات بلدى السويس وتذكرت جاك وابرهام ..ماذا يريدان منى هل يظنان بهذه السذاجة انا ابن السويس ياكلوننى هكذا ..ولقد قرات كثيرا عن طرق اصطيادهم للمصرين فى الخارج وقرأت ت عن اسلحتهم المعهودة ...
ولكنى لن اضيع ما دامت تلتصق أقدامى بأرضى الحبيبة
ويتابع احمد كلامة :
لقاء فى مبنى المخابرات المصرية
نمت وقد عزمت على امر ما وفى الساعة العاشرة خرجت من المنزل وتوجهت الى مبنى (المخابرات المصريه)... ولم اتردد وانا ادخلة وفى مكتب اللواء ع - ف شرحت له كل شئ شرحت له القصه كاملة منذ مغادرتى القاهرة حتى عودتى ولم اخبئ اى تفصيلات .
وبعد ان انتهيت عرض على رجال المخابرات صورا للعديد من عملاء المخابرات الاسرائلية فى أوربا فتعرفت على صورتى جاك وابرهام .
على اثر اجتماع ضم كبار ضباط المخابرات المصرية جرت الموافقة على استمرار أحمد عبد الرحمن بتمثيل دور العميل حيث ارسل لهما رسائل تتضمن معلومات مدروسة وضعت بأشراف المخابرات المصرية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بداية الحرب الذهنية
لقاء فى ايطاليا
وصلتة رسالة يطلب فيها جاك حضورة الى ايطاليا وايضا سمحت له المخابرات المصرية بالسفر الى جنوا بايطاليا وارسل من فندقة برقية الى جاك على العنوان الموجود معه فجاءة الجواب من جاك بأنه موجود فى نابولى فسافر إليه وتم اللقاء بينهما حيث أعطاه أحمد المعلومات التى حملها معه وهنا كشف جاك النقاب عن شخصيتة وطلب من أحمد التعاون مباشرة مع المخابرات الاسرائلية وتزويدها بالمعلومات العسكرية والأقتصادية والأجتماعية فى مصر وأعطاه اسما رمزيا وهو (جورج سايكو) وأخبره ان المخابرات الاسرائلية سوف تحميه وقام بتدريبه على جميع المعلومات وطريقة ارسالها وأعطاه مبلغ ألف دولار وطلب إليه العودة الى القاهرة لتنفيذ التعليمات الجديده.
عاد أحمد الى القاهرة وأعلم المخابرات المصرية بما جرى معه ولا ننسى أن نذكر أن المخابرات المصرية أرسلت ضابط برتبة رائد بدون علم احمد ليكون على اطلاع بأتصالة بالمخابرات الاسرائيلية فى ايطاليا ولما رجع أحمد الى القاهرة كان ضابط المخابرات يتبعة كظلة .
لقاء فى روما وزيارة الى تل أبيب
وثقت المخابرات المصرية بأحمد وسلمتة معلومات جديدة ليرسلها الى المخابرات الاسرائلية وبذلك استطاع أحمد أن يحوز على ثقة المخابرات الاسرائيلية التامة حيث تكررت زياراتة لأوربا لتسليم المعلومات التى لا يمكن ارسالها بالرسائل وقد سلمتة المخابرات الاسرائيلية جهاز اتصال حديث ليبث عليه الرسائل الضرورية الى ان جاءته برقية يطلبوا منه السفر للقائهم فى روما حيث تسلم جواز سفر اسرائيلى باسم (يعقوب منصور) وسافر الى تل ابيب على احدى طائرات شركة العال الاسرائلية حيث التقى بمجموعة ضباط المخابرات الاسرائيلية الذين رحبوا به ترحيبا حارا وأنزل فى فيلا ضخمة فى بئر السبع تحوى جميع متع الحياه وجرى تدريبه أثناء ذلك على كيفية التصوير السرى وتحميض الافلام وقرائة الميكرو فيلم وقضى هناك 22 يوما ثم عاد الى القاهرة عن طريق روما حيث التقى برجال المخابرات المصرية وشرح لهم ما جرى معه وما درب عليه وأيضا أعطى معلومات مدروسة ليرسلها لأسرائيل وبعد مدة طلبوا منه الحضور الى أوربا حيث سلموه جواز سفر اسرائيلى وأرسلوه الى تل ابيب ليبحث معه كبار ضباط المخابرات الاسرائيلية الأمور الهامة فى مصر على الطبيعة وتعرض خلال ذلك على العديد من الأختبارات النفسية والعرض على (جهاز كشف الكذب) ونجح فى جميع هذه الأختبارات ولم يفطن رجال المخابرات الاسرائيلية الى حقيقته ولم يتطرق اليهم الشك فى اخلاصه .
المخابرات الاسرائيلية قبل حرب أكتوبر
وفى ستمبر 1973 أرسلت له المخابرات الاسرائيلية برقية تستفسر فيها عن الموقف العسكرى فى مصر خاصة على الجبهة وهل هناك احتمال للحرب مع اسرائيل وكان الرد ضمن خطة الخداع الاستراتيجية الكبرى حيث أشارت برقيته الجوابية الى أن ما يجرى على الجبهة ليس إلا أحد تدريبات الجيش المصرى وأن احتمالات الحرب ليست قائمة على الاطلاق وصدقت المخابرات الاسرائلية البرقية ونقلتها الى رئيسة الوزراء على انها برقية من احد عملائها المخلصين وكانت بعد ذلك حرب أكتوبر 1973
وغسلنا العار وبرزت الكبرياء المصرية السورية من الأعماق وذلك كدليل على خداع المخابرات المصرية للعدو الاسرائيلى واستدعى أحمد عبد الرحمن فى اعقاب الهزيمة القاسية ليسافر تل أبيب فسافر هذه المرة عن طريق زوريخ وكان قد تم اعداده من قبل المخابرات المصرية لهذه الرحلة بعد الحرب للتعرف على الوضع الداخلى فى اسرائيل وما تركته الحرب من بصمات على المجتمع والمواطن الاسرائيلى .
اسرائيل بعد حرب أكتوبر
فى مطار اللد كان كل شئ هذه المرة مختلفا.. الوجوم يسود الوجوه
الحزن فى كل مكان ووجد أحمد عبد الرحمن وجوها جديدة فى المخابرات الاسرائيلية والوجوه القديمة اختفت بعدما اعتبرت مسؤوله عن الهزيمة وقوبل بترحاب شديد ونقلته سيارة من المخابرات الى شقة فاخرة فى شارع (ديز نفوت) وهو أفخم شارع فى تل أبيب وأعيد بعد استراحة قصيرة لمقابلة مدير المخابرات الاسرائيلية الجديد الذى سمى نفسه تمويها (دانى) وبعد ان رحب به المدير أحاله الى لجنة من ضباط المخابرات الاسرائيلية تضم حوالى 18 ضابطا أخذوا يكيلون له الأسئلة والاختبارات عن مصر وعن الأحوال العامة بعد حرب أكتوبر وكان احمد يجيبهم بما درب عليه من الاجابة فى المخابرات المصرية وأخيرا وبعد أن اطمانموا اليه جرى تسليمة أحدث جهاز الكترونى فى العالم للارسال والاستقبال لكى يستخدمه فى ارسال المعلومات لهم وقد قدر ثمن هذا الجهاز بمائتى الف دولار ويقوم بارسال البرقية فى حوالى الثانية ولا يمكن التشويش عليه أو اكتشاف موجاته الالكترونيه ومن المعروف أن المخابرات الاسرائيلية لا تعطى مثل هذا الجهاز الا للعميل الذى تثق به تماما وكلفوه باليقظة التامة وابلاغهم أولا بأول عن الاستعدادات العسكرية فى مصر وانذارهم بأى حالة من حالات الاستعداد العسكرى مهما كانت وهذا يعكس حالة الرعب والفزع التى عاشتها اسرائيل فى أعقاب حرب اكتوبر والتى زلزلت كيان المجتمع الاسرائيلى كما طلبوا منه استئجار شقة فى القاهرة لتكون مسرحا لنشاطه خشية اكتشاف أمره من قبل أهله أو اصدقائه وأعطى مبلغ ألفا دولار لهذا الغرض مع انه كان يستلم منهم دفعات شهرية مغرية وعاد الى مصر ليقدم الجهاز الالكترونى (هدية للمخابرات المصرية) وقد ابقى معه الجهاز وأعطى شقة مفروشة حسب طلب المخابرات الاسرائيلية واستأنف ارسال البرقيات على الجهاز وكان مجموع البرقيات التى ارسلها 200 برقية اشتملت على معلومات مدروسة بدقة متناهية حتى لاتكشف المخابرات الاسرائيلية اى خداع فيها أو أى هفوه تدعوها للشك بعميلها للحظة واحدة.
استئناف العملية
سافر بعد ذلك عدة مرات لأوربا تحت حماية المخابرات المصرية واشرافها على كل الأتصالات حتى لا يتعرض لأى خطر أو ينكشف أمره كما كانت تدرس كافة الاحتمالات قبل سفره الى أوربا أو تل ابيب وتعد له الاجابات المسبقه على كافة الاسئلة التى قد تطرحها المخابرات الاسرائيلية ونظرا لتكرار سفره الى أوربا واسرائيل خلال سنوات فقد زودوه خلال هذه المدة بأحدث ما لديهم من الوسائل اللازمة للتجسس ومنها:
1- كتب محفورة لتهريب الرسائل والنقود بداخلها ومن هذه الكتب - المرايا - بائعة الخبز - أول الطريق .
2-عروس لعبة مجوفة وعلبة شيكولاتة تهرب فيها النقود.
3-علبة مسح أحذية تفرغ ويوضع داخلها كريستالات .
4-جهاز الراديو العادى أول الامر .
5-الجهاز الالكترونى.
6-كتب الشفرة .
7-الكاميرا التى تصور فى الظلام (لم يستعملها)
استمرت العملية طوال ثمانية سنوات دون أن يتطرق الشق أو تتزعزع ثقة المخابرات الاسرائيلية فى العميل واستمرت عملية الاتصالات والسفر الى تل أبيب وكانت آخر سفره له بتاريخ يونيو 1976 حيث نقل الى المخابرات المصرية كافة المعلومات المطلوبة وبدقة متناهية عند ذلك قررت المخابرات المصرية انهاء هذه العملية مع المخابرات الاسرائيلية بعد ان حققت أهدافها وبعد جهد شاق وخارق بذلته المخابرات المصرية الى جانب المواطن المصرى الشريف الذى ضرب مثلا رائعا فى الوطنية والفداء والاخلاص.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
انهاء المخابرات المصرية للعملية :
كان الاتفاق تاما بين المخابرات المصرية والمواطن الشريف احمد عبد الرحمن على انهاء العملية لاستحالة السير بها أكثر من ذلك بعد ان استنفذت المخابرات المصرية المخابرات الاسرائيلية لآخر قطرة فقد أعطيت البرقية الأتية:
من المخابرات المصرية الى المخابرات الاسرائيلية نشكركم على امدادنا بأدق وأخطر أسراركم التى كشفت لنا المزيد من عملائكم داخليا وخارجيا على مدى ثمانية سنوات والى اللقاء فى معارك ذهنية اخرى.
وهكذا اسدل الستار على معركة من حرب الدهاب بين المخابرات المصرية والمخابرات الاسرائيلية التى كان بطلها المواطن المصرى أحمد عبد الرحمن الذى استحق اعجاب وتكريم كل مصرى وكل مواطن عربى شريف....
القصة هى قصة المواطن المصرى أحمد محمد عبد الرحمن
مواليد 6 اغسطس 1939
من السويس - حى الغريب
وكان يعمل قبل الهجرة للقاهرة موظفا فى شركة سمبل للسياحة ومتزوج وله ولدين
المخابرات الاسرائلية تبحث عن عميل جديد والطريقة واحدة:
الهجرة الى القاهرة
بعد حرب يونيو 1967 الغادرة والدمار الذى اصاب مدن القنال من جراء القصف الوحشى بآلاف القذائف للمدن المصرية الواقعة على قناة السويس ومن المعروف ان هذه المدن جميعها لا تحوى أى أهداف عسكرية مما نتج عنه هروب جماعى للسكان الذين بقيوا على قيد الحياه بأتجاه القاهرة وبطل قصتنا هذه واحد من الألاف الذين تركوا منازلهم وهربوا الى القاهرة مع زوجتة وولديه ليبدأ حياة جديدة فيها وحين وصل الى القاهرة استقر مؤقتا لدى اقرباء له شاركوه المنزل والمأكل والمشرب ولم يستطع ان يجد عملا يناسبه فقرر السفر الى اليونان .
الهجره الى اليونان
سافر الى اثينا حيث تمكن من ايجاد عمل على الباخرة(آرتا) الى تتجول فى موانئ أوربا حتى وصلت الى ميناء بريستون لانكشير فى انجلترا فوقفت لافراغ ما بها من البضائع للتجار البريطانيين وهناك تعرف على فتاه ادعت ان اسمها جوجو وانها بريطانية وابنة مليونير وظلت هذه الفتاه تلاحقة من ميناء الى ميناء
واحيانا تنتقل بالطائرة لتلقاه فى البلاد التى يتواجد بها وكما كانت ترسل له الخطابات الغرامية وعرضت عليه ترك العمل فى البحر وستجد له العمل المناسب عند ذلك بدأ يشك فى نواياها ورفض عرضها قائلا انه يفضل البقاء فى البحر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لقاء مكشوف للمخابرات الاسرائلية
لقاء فى ألمانيا
وصلت الباخرة الى ميناء (كيل كانال) فى ألمانيا الغربية ونزل منها كالعادة بعد انتهاء عملة للتجول فى المدينة فتعرف على اثنين ادعيا انهما من رجال الاعمال احداهما يدعى جاك والآخر إبرهام وحاولا التقرب منه ووجها الدعوة له لقضاء الليل فى المدينة فوافق وهو الواثق من نفسه وأثناء السهرة (كررا) نفس طلب صديقتة جوجو- (وقد تأكد احمد انها يهوديه من خلال لقاءه بها لأنها كانت تدافع عن اسرائيل قائله: اسرائيل تريد ان تعيش والعرب يريدوا ان يلقوا بها فى البحر.) التى اختفت عن المسرح بعد ان ارشدتهما اليه - بضرورة ترك العمل على الباخرة وسيجدا له العمل المناسب وأخبره جاك ان والده مليونير وانه سيتوسط له للعمل معه ويترك المركب وفى اليوم تظاهر جاك بأن والده وافق على ان يعمل احمد لديهم بعد جهد كبير وعليه ان يترك العمل حالا ولكن احمد الصادق مع نفسه اجابهما :كيف لى ان اترك العمل مع كابتن يحترمنى ويساعدنى ؟
قالا له:افتعل مشاجرة فى الباخرة
فاجابهم :انه ليس من أخلاقة المشاجرة
ولكى يضعاه تحت الامر الواقع احضرا له رساله باللغة العربية ضمن مظروف وعلية طابع مصرى مرسلة الية من والدتة المريضه جدا حتى يوافق الكابتن على تركه للعمل وفعلا نجحت حيلة جاك وزميلة ووافق القبطان على محاسبة احمد الذى قبض جميع ما ادخرة من رواتب طيلة الاشهر الماضية واعطاه فوق ذلك مبلغ 100 دولار مكافأة له وطلب منة ان يلتحق بهم بعد ان يطمئن على والدتة وودعه
وتوجه الى الفندق فحضر جاك وزميلة واصطحبوه للسهر احتفالا بهذه المناسبة وفى اثناء السهرة اعلمة جاك بان والدة (المليونير المزعوم) قد وافق على ان يكون احمد (وكيلا) لشركتة فى القاهرة وان عملة سيكون الاستعلام عن المراكب الغارقة فى قناة السويس وحجم الغاطس وطول المركب وعرضة
(هذه معلومات وهمية وبسيطة تستعمل لجر رجل العميل ليستهين بالعمل المكلف به)
وسلمة مبلغ 500 دولار دفعة على الحساب وبطاقة الطائره ايضا وعنوانهما فى ألمانيا لارسال الرسائل والبرقيات بعد استقراره بالقاهرة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
العودة الى مصر
الوطن الأصيل
ودع جاك وابرهام عميلهما الجديد احمد فى المطار وهما يعتقدان انه اصبح عميلا لهما بين ليلة وضحاها لا سيما وقد وعداة باعادة المياه لمجاريها بينه وبين جوحو حين يفكر فى زيارتهما فى ألمانيا وحين هبطت الطائرة فى مطار القاهرة الدولى وخرج منها وهو غير مصدق عودته هكذا .ولنترك له رواية القصة ليتكلم عن شعورة بنفسة :
يقول احمد عدت الى بلدى مصر ورأسى يكاد ينفجر لم انم ليلة وصولى الى القاهرة ضممت ولدى وانا ابكى بدموع لم تنزل رأيت فيها اطفال بلدى الصغار الذين فتكت بهم القنابل الاسرائلية فى وحشية وهجمية رأيت فى امى وزوجتى امصر العزيزة بكل شموخها وأصالتها رأيت فى أهلى جميها ذكريات بلدى السويس وتذكرت جاك وابرهام ..ماذا يريدان منى هل يظنان بهذه السذاجة انا ابن السويس ياكلوننى هكذا ..ولقد قرات كثيرا عن طرق اصطيادهم للمصرين فى الخارج وقرأت ت عن اسلحتهم المعهودة ...
ولكنى لن اضيع ما دامت تلتصق أقدامى بأرضى الحبيبة
ويتابع احمد كلامة :
لقاء فى مبنى المخابرات المصرية
نمت وقد عزمت على امر ما وفى الساعة العاشرة خرجت من المنزل وتوجهت الى مبنى (المخابرات المصريه)... ولم اتردد وانا ادخلة وفى مكتب اللواء ع - ف شرحت له كل شئ شرحت له القصه كاملة منذ مغادرتى القاهرة حتى عودتى ولم اخبئ اى تفصيلات .
وبعد ان انتهيت عرض على رجال المخابرات صورا للعديد من عملاء المخابرات الاسرائلية فى أوربا فتعرفت على صورتى جاك وابرهام .
على اثر اجتماع ضم كبار ضباط المخابرات المصرية جرت الموافقة على استمرار أحمد عبد الرحمن بتمثيل دور العميل حيث ارسل لهما رسائل تتضمن معلومات مدروسة وضعت بأشراف المخابرات المصرية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بداية الحرب الذهنية
لقاء فى ايطاليا
وصلتة رسالة يطلب فيها جاك حضورة الى ايطاليا وايضا سمحت له المخابرات المصرية بالسفر الى جنوا بايطاليا وارسل من فندقة برقية الى جاك على العنوان الموجود معه فجاءة الجواب من جاك بأنه موجود فى نابولى فسافر إليه وتم اللقاء بينهما حيث أعطاه أحمد المعلومات التى حملها معه وهنا كشف جاك النقاب عن شخصيتة وطلب من أحمد التعاون مباشرة مع المخابرات الاسرائلية وتزويدها بالمعلومات العسكرية والأقتصادية والأجتماعية فى مصر وأعطاه اسما رمزيا وهو (جورج سايكو) وأخبره ان المخابرات الاسرائلية سوف تحميه وقام بتدريبه على جميع المعلومات وطريقة ارسالها وأعطاه مبلغ ألف دولار وطلب إليه العودة الى القاهرة لتنفيذ التعليمات الجديده.
عاد أحمد الى القاهرة وأعلم المخابرات المصرية بما جرى معه ولا ننسى أن نذكر أن المخابرات المصرية أرسلت ضابط برتبة رائد بدون علم احمد ليكون على اطلاع بأتصالة بالمخابرات الاسرائيلية فى ايطاليا ولما رجع أحمد الى القاهرة كان ضابط المخابرات يتبعة كظلة .
لقاء فى روما وزيارة الى تل أبيب
وثقت المخابرات المصرية بأحمد وسلمتة معلومات جديدة ليرسلها الى المخابرات الاسرائلية وبذلك استطاع أحمد أن يحوز على ثقة المخابرات الاسرائيلية التامة حيث تكررت زياراتة لأوربا لتسليم المعلومات التى لا يمكن ارسالها بالرسائل وقد سلمتة المخابرات الاسرائيلية جهاز اتصال حديث ليبث عليه الرسائل الضرورية الى ان جاءته برقية يطلبوا منه السفر للقائهم فى روما حيث تسلم جواز سفر اسرائيلى باسم (يعقوب منصور) وسافر الى تل ابيب على احدى طائرات شركة العال الاسرائلية حيث التقى بمجموعة ضباط المخابرات الاسرائيلية الذين رحبوا به ترحيبا حارا وأنزل فى فيلا ضخمة فى بئر السبع تحوى جميع متع الحياه وجرى تدريبه أثناء ذلك على كيفية التصوير السرى وتحميض الافلام وقرائة الميكرو فيلم وقضى هناك 22 يوما ثم عاد الى القاهرة عن طريق روما حيث التقى برجال المخابرات المصرية وشرح لهم ما جرى معه وما درب عليه وأيضا أعطى معلومات مدروسة ليرسلها لأسرائيل وبعد مدة طلبوا منه الحضور الى أوربا حيث سلموه جواز سفر اسرائيلى وأرسلوه الى تل ابيب ليبحث معه كبار ضباط المخابرات الاسرائيلية الأمور الهامة فى مصر على الطبيعة وتعرض خلال ذلك على العديد من الأختبارات النفسية والعرض على (جهاز كشف الكذب) ونجح فى جميع هذه الأختبارات ولم يفطن رجال المخابرات الاسرائيلية الى حقيقته ولم يتطرق اليهم الشك فى اخلاصه .
المخابرات الاسرائيلية قبل حرب أكتوبر
وفى ستمبر 1973 أرسلت له المخابرات الاسرائيلية برقية تستفسر فيها عن الموقف العسكرى فى مصر خاصة على الجبهة وهل هناك احتمال للحرب مع اسرائيل وكان الرد ضمن خطة الخداع الاستراتيجية الكبرى حيث أشارت برقيته الجوابية الى أن ما يجرى على الجبهة ليس إلا أحد تدريبات الجيش المصرى وأن احتمالات الحرب ليست قائمة على الاطلاق وصدقت المخابرات الاسرائلية البرقية ونقلتها الى رئيسة الوزراء على انها برقية من احد عملائها المخلصين وكانت بعد ذلك حرب أكتوبر 1973
وغسلنا العار وبرزت الكبرياء المصرية السورية من الأعماق وذلك كدليل على خداع المخابرات المصرية للعدو الاسرائيلى واستدعى أحمد عبد الرحمن فى اعقاب الهزيمة القاسية ليسافر تل أبيب فسافر هذه المرة عن طريق زوريخ وكان قد تم اعداده من قبل المخابرات المصرية لهذه الرحلة بعد الحرب للتعرف على الوضع الداخلى فى اسرائيل وما تركته الحرب من بصمات على المجتمع والمواطن الاسرائيلى .
اسرائيل بعد حرب أكتوبر
فى مطار اللد كان كل شئ هذه المرة مختلفا.. الوجوم يسود الوجوه
الحزن فى كل مكان ووجد أحمد عبد الرحمن وجوها جديدة فى المخابرات الاسرائيلية والوجوه القديمة اختفت بعدما اعتبرت مسؤوله عن الهزيمة وقوبل بترحاب شديد ونقلته سيارة من المخابرات الى شقة فاخرة فى شارع (ديز نفوت) وهو أفخم شارع فى تل أبيب وأعيد بعد استراحة قصيرة لمقابلة مدير المخابرات الاسرائيلية الجديد الذى سمى نفسه تمويها (دانى) وبعد ان رحب به المدير أحاله الى لجنة من ضباط المخابرات الاسرائيلية تضم حوالى 18 ضابطا أخذوا يكيلون له الأسئلة والاختبارات عن مصر وعن الأحوال العامة بعد حرب أكتوبر وكان احمد يجيبهم بما درب عليه من الاجابة فى المخابرات المصرية وأخيرا وبعد أن اطمانموا اليه جرى تسليمة أحدث جهاز الكترونى فى العالم للارسال والاستقبال لكى يستخدمه فى ارسال المعلومات لهم وقد قدر ثمن هذا الجهاز بمائتى الف دولار ويقوم بارسال البرقية فى حوالى الثانية ولا يمكن التشويش عليه أو اكتشاف موجاته الالكترونيه ومن المعروف أن المخابرات الاسرائيلية لا تعطى مثل هذا الجهاز الا للعميل الذى تثق به تماما وكلفوه باليقظة التامة وابلاغهم أولا بأول عن الاستعدادات العسكرية فى مصر وانذارهم بأى حالة من حالات الاستعداد العسكرى مهما كانت وهذا يعكس حالة الرعب والفزع التى عاشتها اسرائيل فى أعقاب حرب اكتوبر والتى زلزلت كيان المجتمع الاسرائيلى كما طلبوا منه استئجار شقة فى القاهرة لتكون مسرحا لنشاطه خشية اكتشاف أمره من قبل أهله أو اصدقائه وأعطى مبلغ ألفا دولار لهذا الغرض مع انه كان يستلم منهم دفعات شهرية مغرية وعاد الى مصر ليقدم الجهاز الالكترونى (هدية للمخابرات المصرية) وقد ابقى معه الجهاز وأعطى شقة مفروشة حسب طلب المخابرات الاسرائيلية واستأنف ارسال البرقيات على الجهاز وكان مجموع البرقيات التى ارسلها 200 برقية اشتملت على معلومات مدروسة بدقة متناهية حتى لاتكشف المخابرات الاسرائيلية اى خداع فيها أو أى هفوه تدعوها للشك بعميلها للحظة واحدة.
استئناف العملية
سافر بعد ذلك عدة مرات لأوربا تحت حماية المخابرات المصرية واشرافها على كل الأتصالات حتى لا يتعرض لأى خطر أو ينكشف أمره كما كانت تدرس كافة الاحتمالات قبل سفره الى أوربا أو تل ابيب وتعد له الاجابات المسبقه على كافة الاسئلة التى قد تطرحها المخابرات الاسرائيلية ونظرا لتكرار سفره الى أوربا واسرائيل خلال سنوات فقد زودوه خلال هذه المدة بأحدث ما لديهم من الوسائل اللازمة للتجسس ومنها:
1- كتب محفورة لتهريب الرسائل والنقود بداخلها ومن هذه الكتب - المرايا - بائعة الخبز - أول الطريق .
2-عروس لعبة مجوفة وعلبة شيكولاتة تهرب فيها النقود.
3-علبة مسح أحذية تفرغ ويوضع داخلها كريستالات .
4-جهاز الراديو العادى أول الامر .
5-الجهاز الالكترونى.
6-كتب الشفرة .
7-الكاميرا التى تصور فى الظلام (لم يستعملها)
استمرت العملية طوال ثمانية سنوات دون أن يتطرق الشق أو تتزعزع ثقة المخابرات الاسرائيلية فى العميل واستمرت عملية الاتصالات والسفر الى تل أبيب وكانت آخر سفره له بتاريخ يونيو 1976 حيث نقل الى المخابرات المصرية كافة المعلومات المطلوبة وبدقة متناهية عند ذلك قررت المخابرات المصرية انهاء هذه العملية مع المخابرات الاسرائيلية بعد ان حققت أهدافها وبعد جهد شاق وخارق بذلته المخابرات المصرية الى جانب المواطن المصرى الشريف الذى ضرب مثلا رائعا فى الوطنية والفداء والاخلاص.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
انهاء المخابرات المصرية للعملية :
كان الاتفاق تاما بين المخابرات المصرية والمواطن الشريف احمد عبد الرحمن على انهاء العملية لاستحالة السير بها أكثر من ذلك بعد ان استنفذت المخابرات المصرية المخابرات الاسرائيلية لآخر قطرة فقد أعطيت البرقية الأتية:
من المخابرات المصرية الى المخابرات الاسرائيلية نشكركم على امدادنا بأدق وأخطر أسراركم التى كشفت لنا المزيد من عملائكم داخليا وخارجيا على مدى ثمانية سنوات والى اللقاء فى معارك ذهنية اخرى.
وهكذا اسدل الستار على معركة من حرب الدهاب بين المخابرات المصرية والمخابرات الاسرائيلية التى كان بطلها المواطن المصرى أحمد عبد الرحمن الذى استحق اعجاب وتكريم كل مصرى وكل مواطن عربى شريف....