¨°o.O( عيون القمر) O.o°¨

فرحانين اوى انك معانا على عيون القمر ونفسنا تسجل معانا يالا سجل من هنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

¨°o.O( عيون القمر) O.o°¨

فرحانين اوى انك معانا على عيون القمر ونفسنا تسجل معانا يالا سجل من هنا

¨°o.O( عيون القمر) O.o°¨

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    39 عاماً على حرب الأيام الستة

    yoha
    yoha
    MODERETOR/M
    MODERETOR/M


    ذكر
    عدد الرسائل : 1085
    العمر : 32
    دولتـي : 39 عاماً على حرب الأيام الستة Egypt10
    هوايتى : 39 عاماً على حرب الأيام الستة Huntin10
    مزاجي : 39 عاماً على حرب الأيام الستة 3ady10
    تاريخ التسجيل : 25/11/2008

    39 عاماً على حرب الأيام الستة Empty 39 عاماً على حرب الأيام الستة

    مُساهمة من طرف yoha السبت يونيو 06, 2009 7:48 am

    رونين بيرغمان

    39 عاماً على حرب الأيام الستة:
    الأميركيون هددوا سبعة أيام تقريباً.*
    [من يوميات رئيس الموساد آنذاك، مئير عميت]

    [.......]
    يعرض عميت، في يومياته عن أيام الحرب، كشفاً رزيناً لنفسه عن دور الاستخبارات وعن دوره هو في الأحداث التي أدت إلى نشوب الحرب. وهو يتحدث عن علاقاته المتوترة بـ [رئيس الحكومة ليفي] إشكول، وعن واجب السرية الذي دعاه إلى عدم الكشف عما هو وشيك الوقوع، حتى لزوجته القلقة. واليوميات، التي هي قصاصات ورق ورسائل تبادلها عميت مع آخرين، وسلسلة من الوثائق السرية يُكشف النقاب عنها هنا أول مرة، تتيح إلقاء نظرة نادرة إلى الأيام السابقة للحرب.
    لم يكتف عميت بجمع المعلومات الاستخباراتية عن التعاظم العسكري لدول عربية برعاية سوفياتية. فقد أدرك أن الأوضاع التي نشأت في المنطقة عقب عملية قادش [العدوان الثلاثي سنة 1956] من شأنها أن تستجر مواجهة عنيفة أُخرى، وحاول أيضاً أن يحقق اختراقاً سياسياً. فأصدر تعليماته بشأن "عملية إيكروس": أقام رجال الموساد صلة سياسية سرية مع مصر، استولدت سلسلة لقاءات بين عميت وجنرال مصري واسع النفوذ اسمه محمود خليل في باريس.
    تلقى عميت دعوة من خليل لزيارة مصر من أجل مواصلة الاتصالات المباشرة بعبد الناصر ونائبه المارشال [عبد الحكيم] عامر، لكنه لمّا عرض الموضوع على الحكومة وُوجه بمعارضة حادة قادها مستشار رئيس الحكومة إشكول في شؤون الاستخبارات، سلفه في المنصب ومنافسه الكبير إيسر هارئيل. تبنى إشكول موقف هارئيل، ومنع عميت من السفر. إن عميت على اقتناع حتى اليوم بأن إسرائيل أضاعت فرصة تاريخية لإحراز السلام.
    [.......]
    منذ بداية التوتر [عشية حرب حزيران/يونيو 1967]، قالت الولايات المتحدة لإسرائيل أنها لن تقف إلى جانبها في حال هاجمت دولاً عربية، لكنها ستقف إلى جانبها من أجل فتح قناة السويس أمام عبور السفن الإسرائيلية. بل إن الولايات المتحدة وعدت بإرسال أسطول كبير من السفن الحربية لضمان حرية الملاحة في المضائق.
    [....] في 24 حزيران/يونيو [1967] يكتب أحد ممثلي الموساد في واشنطن الملقب "بوبي" إلى عميت: "طلب مني السفير (أبراهام هيرمان – ر. ب.) أن أنقل هذه البرقية عبر قنواتنا ولعلمك: يوجين روستاف هو مدير قوة المهمات الخاصة التي تتولى العمل على الأزمة الراهنة في الشرق الأوسط.
    "تساررت معه بعد محادثتنا الرسمية اليوم. طلبت إليه أن يكون واضحاً معنا، فوعد أن يفعل ذلك قدر الإمكان بشرط صريح هو أن يكون ما ينقله إليّ سرياً، بحيث لا يبلّغ إلاّ لرئيس الحكومة ووزير الخارجية شخصياً. وقال لي أنه في محادثاته هو ومحادثات زفولون (لقب وزير الخارجية الأميركي دين راسك – ر. ب.) مع سفير (مطبخ) (لقب الاتحاد السوفياتي – ر. ب.) استعان صراحة بما أوجزه في حينه... أي أن مجرد ضرب أسطولنا يشكل عملاً عدوانياً يوجب الرد. ووعدته ألاّ يصل هذا الكلام إلاّ إلى رئيس الحكومة ووزير الخارجية. أطلب الموافقة على أن أي استمرار لعلاقاتي به يتوقف على ذلك."
    في إثر البرقية، نشأت في إسرائيل الفكرة القائلة بإيجاد استفزاز متعمد، تُرسل في إطاره سفينة إسرائيلية عبر قناة السويس، مع إدراك أن المصريين سيغرقونها، مانحين الأميركيين بذلك ذريعة للتدخل.
    [.......]
    إن تضافر الأوضاع الأمنية مع انهيار [يتسحاق] رابين ولّد إحساساً بكارثة وشيكة. غادر [آبا] إيبن في جولة في أوروبا والولايات المتحدة. وعندما وصل إلى واشنطن، كان في انتظاره لدى السفير هيرمان برقية عاجلة من إشكول: "يجب أن تعلما، وزير الخارجية [الأميركي] وأنت، أننا في أعقاب التطورات التي جرت خلال الأيام الأخيرة نخشى وقوع هجوم مباغت مصري – سوري. وعليك تبليغ حكومة الولايات المتحدة على عجل النبأ التالي: ثمة خطر هجوم شامل على إسرائيل. ومن الضروري في هذا الوضع التنفيذ الفوري للالتزامات الأميركية قولاً وفعلاً حقيقياً فورياً، نكرر: فورياً، وهذا يعني إعلاناً من حكومة الولايات المتحدة أن أي هجوم على إسرائيل هو بمثابة هجوم على الولايات المتحدة."
    قال إيبن، فيما بعد، أنه لم يفهم كيف انقلبت صورة الوضع فجأة وأصبحت أكثر خطورة مما كانت عليه لدى مغادرته إسرائيل. ولمّح إلى أن الجيش الإسرائيلي دفع الأمور عمداً إلى حال الخطورة كي يقنع إشكول بشن الحرب.
    لقد تلقت أوساط رفيعة المستوى في الجيش في تلك الأيام معلومات من الموساد عن الاستعدادات لدى الدول العربية ووضع التسليح فيها. ونقل نحيك نبوت، رئيس مكتب عميت، قائمة بتفصيلات الأسلحة الجديدة التي وصلت إلى مصر. ودوّن ضابط عالي الرتبة في الجيش الإسرائيلي في يومياته أن "الموساد أرسل إلينا تقريراً بأن لدى مصر مئات الصواريخ المعدة للإطلاق، وربما رؤوساً حربية كيميائية أيضاً." ونقل عميت إلى قادة الجيش معلومات بشأن منشأة سرية جديدة، في منطقة البردويل، يشتبه في وجود سلاح كيميائي مصري فيها.
    "دعوا المصريين يطلقون النار"
    في 25 أيار/مايو، استُدعي ممثل الـ سي. آي. إيه. [وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية] في إسرائيل، جون هادن، على عجل للقاء ليلي في منزل عميت في رامات غان. يونا، زوجة عميت، قدمت الويسكي وضيافة خفيفة. وحضر من الجانب الإسرائيلي عميت ودافيد كرمون، نائب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية. وقام إفرايم هاليفي، الذي كان يعمل آنذاك مع "تيفل"، شعبة الاتصالات الخارجية التابعة للموساد، بتسجيل محضر اللقاء. يقول عميت [في ذلك] اليوم: "كان واحداً من أصعب اللقاءات التي اضطررت إلى عقدها مع وكالة الاستخبارات هذه."
    ويعكس محضر اللقاء هذه الأمور. عميت: "إننا نصل إلى منعطف هو أهم بالنسبة إليكم مما هو بالنسبة إلينا. والعقيد كرمون سيقدم لكم المعلومات. أنتم بالتأكيد تعرفون كل شيء. الوقت في غير مصلحتنا! شخصياً، أنا آسف لأننا لم نهاجم فوراً. ربما كنا انتهكنا عدة قواعد، لكن النتيجة كانت ستكون إيجابية لكم. كنت أؤيد التحرك. كان علينا أن نضرب قبل الـ build up (تعاظم القوة العسكرية العربية)."
    هادن: "هذا كان من شأنه أن يجعل الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة يقفان ضدكم."
    عميت: "أنت على خطأ، هذه مواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي."
    هادن: "دعوا المصريين يطلقون النار على السفينة وهذا يحل المشكلة."
    عميت: "وصلنا الآن إلى مرحلة جديدة (بعد طرد قوة المراقبين التابعة للأمم المتحدة). إنهم حالياً على شفير اندفاعة جنونية عربية. ما زلنا نعتقد أن الأوان لم يفت على تحركنا، لكن قبل أن نتحرك فكرنا في أنه يجدر أن تكون في الصورة بشأن التفصيلات. ينبغي لكم أن تعلموا أن هذه مشكلتكم، لا مشكلتنا."
    هادن: "ينبغي لكم أن تساعدونا على مساعدتكم."
    عميت: "هناك الآن غضب شديد حقيقي. إنه كالنار التي يجب إخمادها في مهدها، وإلاّ فإنها ستنتشر. ونحن على ثقة بأن علينا التحرك، وبأننا قادرون على إخمادها."
    عند هذا الحد، يبدأ العقيد كرمون بإلقاء محاضرة شاملة عن تعاظم القوة العسكرية المصرية، مرفقة بعدم تصديق تصريحات الأميركيين عن جهلهم بالمعلومات موضوع الحديث: "أنتم لديكم معلومات سرية للغاية لم يُفصح عنها قط، ولدينا معلومات ممتازة: موقع كل كتيبة، وعديدها، وما إلى ذلك. لا يوجد ردع من جانب الولايات المتحدة، ولذلك يمكن لعبد الناصر أن يرسل وحدته المختارة (الفرقة الرابعة) من أجل الحسم. في الساعات الـ 24 الأخيرة لم تعد المسألة مسألة المضائق [مضائق تيران]. العرب على اقتناع بأن لا مفر من الاصطدام العسكري. هذا من مصادر سرية."
    يكشف كرمون لهادن أنه بحسب الاستخبارات الإسرائيلية هناك تنسيق بين المصريين والعراقيين يتناول تفصيلات الأهداف العسكرية لمصر: "... ثمة جو جديد في العالم العربي. أرسل العراقيون للمرة الأولى مجموعة طليعة للتداول بشأن مرابطة وحدات عسكرية عراقية في سورية، وبشأن التنسيق بين سلاحيْ الجو... المصريون يُعدّون الغاز (لحرب كيميائية في سيناء)." ويضيف: "حتى الأمس، كنا نعتقد أن المصريين مستعدون للحرب، لكنهم لا يريدونها. في الأمس توصلنا إلى استنتاج أنه بسبب الأجواء السائدة في العالم العربي والنجاح في الساحة الدولية (فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة، الاتحاد السوفياتي)، باتوا يريدون الحرب. الوقائع التي فصّلتها أعلاه تشير إلى ذلك. ونحن نعتقد أنه إذا لم يتم تحرك حاسم فوري من جانبنا، أو من جانبكم، فإن الحرب واقعة لا محالة."
    أصر هادن: "ساعدْنا بأن تعطونا سبباً وجيهاً للدخول إلى جانبكم. أن يطلقوا النار على شيء ما، على سفينة مثلاً."
    عميت والعقيد كرمون: "ليست هذه هي المسألة."
    هادن: "إذا بادرتم إلى الهجوم ستقوم الولايات المتحدة بإنزال قوات إلى جانب المصريين للدفاع عنهم."
    عميت: "أنا لا أصدقك".
    هادن: "التزامنا واحد فقط، وهو يتعلق بالمضائق. إذا قمتم بهجوم على شيء آخر لا يتصل بالمضائق، لا يكون لدينا التزامات. هذا الأمر يغيّر ما إذا ستكون الولايات المتحدة إلى جانبكم، أو ضدكم."
    عميت: "لنفترض أن غداً في الساعة السادسة صباحاً عبرت هناك سفينة تحمل علمنا. هم يطلقون النار فنتحرك نحن."
    هادن: "هذا يكفينا لعدم وقف تحرككم. أعطونا وقتاً حتى يوم الجمعة ليلاً. لقد التزمتم بثلاثة أيام."
    عميت: "الأفضل أن تكون غير صادق قليلاً وتعيش من أن تموت صادقاً."
    هادن: "من المهم لكم أن تقوموا بجهد جدي للجم الولايات المتحدة عن أن تكون في الجانب الآخر."
    عميت: "هل تعرف ما يجري في الولايات المتحدة؟"
    هادن: "أجل. إذا تحركتم قبل مساء الغد ومن دون ذريعة، سيكون الرئيس ضدكم. هذا هو إحساسي. وإذا هاجمتم بعد غد، لكن من دون ذريعة، فستؤيد الولايات المتحدة مصر حتى النهاية. لا تفاجئونا."
    عميت: "المفاجأة سر من أسرار الانتصار."
    هادن: "لا أعرف ما أهمية المساعدة الأميركية لكم."
    عميت: "هذه ليست مساعدة لنا. إنها مساعدة لكم."
    هادن: "لا تخلقوا وضعاً يضطرنا إلى العمل ضدكم."
    عميت: "لقد أخطأنا في الأيام الأخيرة. كان علينا أن نخمد النار في المرحلة الأولى."
    هادن: "هل صرحتم مرة أن الحشد المصري في سيناء سبب يبرر الحرب؟ لم يوضَّح ذلك إلاّ بشأن المضائق. وبالمناسبة، إذا حدث شيء في المضائق، سيكون لكم ضمان أكيد. وإذا لم يحدث شيء حتى صباح السبت ثم قمتم بهجوم لا يتصل بالمضائق، فإننا سنعمل ضدكم."
    [.......]
    في هذه الأثناء، كان إيبن، الذي وصل إلى واشنطن، يحاول تقديم صورة أكثر هدوءاً. وقد كتب إلى إشكول من خلال قنوات الاتصال المشفّرة: "سيتم اللقاء مع الرئيس يوم الجمعة ظهراً. سيعرض الرئيس خطة لفتح المضائق من جانب الدول العظمى البحرية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا. إحساسي هو أنه في غياب خطة لفتح المضائق لن يكون مناص من الانفجار. ولمّا كانت خطتهم تنطوي على الاعتماد على الأمم المتحدة، فإنني أعربت عن تقدير سوداوي بشأن جدواها. إيبن."
    يقول عميت في محاضرة أمام منبر استخباراتي مغلق: "كان ثمة حروب بين اليهود كالعادة. وصلت برقية إيبن فشدّت من أزر من كانوا يقولون بعدم استعمال القوة. عاد إيبن في 27 أيار/مايو خالي الوفاض. جبل الوعود ولد فأراً. وظل كل شيء غامضاً وغير واضح. وبعد يومين من ذلك، حين اتضح أنه لا يوجد أي تحرك من جانب القوى العظمى البحرية، وأن الوقت ما زال يمر بوتيرة تبعث على القلق، تم عقد جلسة مشاورات أُخرى عند إشكول. وكانت مقولة رجال الجيش والسياسيين الصقور أن لا مزيد من الانتظار. وقال آخرون بوجوب الانتظار.
    "واجهنا أمراً عسيراً. كان الوقت يمضي ولم يحدث شيء. عندها اقترحوا أن أسافر إلى الولايات المتحدة وأحاول استجلاء الأمور مع الـ سي. آي. إيه. [....]."
    في الطائرة إلى هناك، كتب عميت في يومياته: "يبدو أنني لم أغادر البلد مرة من قبل بمثل هذا الشعور الثقيل، بإحساس من الكدر لم يسبق له مثيل [....]."
    أعد عميت لدى عودته تقريراً خاصاً لإشكول في غاية السرية. من أهداف الرحلة: "جسّ وتقدير الموقف الأميركي (الحقيقي) في حال قمنا بشن هجوم كاسح." وجاء في تقرير عميت أنه قال للأميركيين: "إننا نواجه الآن وضعاً خطراً لا مثيل له. مسألة المضائق اليوم إنما هي مسألة ثانوية (وإن كان لا يمكن تجاهلها في الواقع). إن المسألة اليوم تتمثل فيما سيكون عليه شكل الشرق الأوسط.
    "إحساسي: إنها مسألة أميركية لا أقل من كونها مسألة إسرائيلية. وجّهتُ إليهم الاتهام بأنه بسبب الضغوط التي كدّسوها علينا، ستكون المعركة أكثر وحشية ودموية، وأن الضحايا الإضافيين يجب أن يسجَّلوا على حسابهم وعلى ضميرهم. إن الوضع الاقتصادي عندنا لا يمكّننا من انتظار حل أكثر من أسبوع أو أسبوعين.
    "عندما وصلنا إلى كنه الأمر قلت لهم إننا لا نريد جنوداً أميركيين على أرضنا. هنا ليس فيتنام. كل ما نريده منهم ثلاثة أشياء فقط: وسائل وأدوات للحرب؛ تنقية ساحتنا من التدخل الروسي؛ منحنا الدعم السياسي قبل المعركة وخلالها، وخصوصاً بعدها."
    كتب عميت عن لقائه مع صديقه الحميم رئيس الـ سي. آي. إيه.، ديك هيلمز، على انفراد: "[....] قال لي إن المداولات في الـ سي. آي. إيه. مهمة لكنها غير مقرِّرة. يجب الوصول إلى (فريق المعركة) الذي يتولى الموضوع، والذي يتكون من الرئيس و[روبرت] مكنمارا (وزير الدفاع – ر. ب.) و[دين] راسك. هناك، تُعرض الطروحات الثاقبة السالفة الذكر. لقد برّ ديك هيلمز بوعده، فرتّب لي لقاء مع مكنمارا وشجعني على التحدث بصراحة وتبسيط."
    [.......]
    "سألتُ مكنمارا ما إذا كان يتعين عليّ البقاء في القرب، فقال لي: (إذهب إلى بلدك، مكانك هناك). استطعت أن أفهم من ذلك أن الولايات المتحدة لن تنظر بعين السخط إلى هجوم إسرائيلي. عدت مع السفير هيرمان، الذي كان ينتمي إلى المعسكر الحمائمي والمتردد [....] جئنا إلى البلد، وذهبنا إلى منزل إشكول. كان عنده جلسة وزارية."
    في هذه الجلسة، جرى تبادل قصاصات ورقية مكشوف بين دايان وعميت. الاثنان صديقان حميمان. عميت يكتب إلى دايان: "في رأيي أنهم سيشكروننا إذا فعلنا ذلك بأنفسنا." دايان، البالغ الغضب من الوزراء المترددين، "يخربش" على الورق أن الغضب بلغ منه مبلغه: "أنت ترى ما يجري هنا. ستسمع المزيد من الوزراء يتكلمون. أنوي أن أقول لهم إنه يمكن ترتيب أمر أن نجعلهم يطلقون هم الرشقة الأولى. هذا لا يتناقض مع خطتي الكبرى [....]."
    في نهاية المطاف، قام عميت وقال ما كتب في التقرير الذي قدمه إلى إشكول، وفي القصاصات التي أرسلها إلى دايان أيضاً. وليس من المستبعد أن يكون هذا ما جعل رئيس الحكومة يحسم رأيه في نهاية الأمر. ومنذ لحظة اتخاذه القرار، طلب إشكول من دايان أن يخرج فوراً للحرب. بعد يومين من الجلسة الوزارية المصغرة، اجتمعت الحكومة في جلسة حاسمة. أوصى عميت بشن الحرب صباح اليوم التالي. وتم تبني التوصية.
    [.......]
    يروي عميت أنه حاول، خلال الحرب، إقامة دولة درزية مستقلة داخل سورية: "في تلك الأيام، كان ثمة مجموعة، تضمني ويوفال نئمان وآخرين، تضغط من أجل الذهاب إلى جبل الدروز. قلنا: (فلنكفْ عن أن نكون أولاداً طيبين، ولنعط أنفسنا يوماً واحداً إضافياً). هذا الأمر مهم من الناحية الجيوسياسية، لأنك إذا وصلت إلى جبل الدروز تنشئ (كياناً) يقع بين الأردن وسورية. ومن يتفحص الخريطة يمكنه أن يدرك وجود إمكان لدفعهم إلى حكم ذاتي وأشياء من هذا القبيل. لم يلق هذا الأمر قبولاً آنذاك. أنا شخصياً أتأسف لأنه مع كل الأمم المتحدة هذه، ما كان ليوم واحد، زيادة أو نقصاناً، أن يغير الأمر، ولكان لدينا كنز لا يقدّر بثمن."
    [.......]
    في أواخر حزيران/يونيو 1967، سافر عميت إلى أوروبا لعقد لقاءات مع رؤساء المصالح السرية هناك. وفي الطائرة بين أثينا وروما كتب ما يلي: "أعرف أنه لا يزال من السابق لأوانه استخلاص النتائج وإجمال الأقوال كما يجب. ومع ذلك، من الصعب التحرر من إحساس التكدّر الذي يكتنفك بلا هوادة. ولعل ما يثير الغيظ، أكثر من أي شيء آخر، هو أنه الآن بالذات، بعد أن بدا أن الأفق انجلى، وأن النصر الكبير تحقق، وأن السكين المتقلبة تهشمت على صخرة الواقع، الآن بالذات، إذ يبدو كل شيء رائع الجمال، أسأل نفسي ألف مرة: ماذا بعد؟"


    (*) "يديعوت أحرونوت"، 1/6/2006، ملحق "سبعة أيام"، ص 38 – 44.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 5:27 pm