مليجي هيتجوز يا جدعان .. إلحقوه

في يوم كدة ..سألت نفسي سؤال
انت مفكرتش في الجواز ليه يا واد يا مليجي .. لقيتها بترد عليا وتقولي ( اللي هي نفسي محدش يفهم غلط ) .. أه صح انت متجوزتش ليه ؟
عندك شقة أوضة واربع حمامات .. وخط 010 فاضل ايه تاني
وبعدين الحق قطر الحياة قبل ما يعدي الكومسري .. قصدي قبل مايعدي العمر .. اه .. انت عندك دلوقتي 19 سنة محدش ضامن نفسه
ومن هذا المنطلق .. عزمت علي الزواج
ونزلت اعلان في الجرنال وهو كالتالي
شاب في عز شبابه .. من عائلة عريقة .. وسيم ..في كلية تجارة اسكندرية
ومتنسوش الخط الـ 010
وحطيت رقمي في الاعلان طبعا
المهم ابراهيم صاحبي قرا الاعلان .. وبعدها دار بينا حمار .. سوري .. دار بينا حوار .. كالتالي

- إيه رأيك في الإعلان دة يا هيما ؟
- والله يا مليجي ياخويا أنا معرفش عندنا بنات على وش جواز .. يا ريت كان فيه .. كنت جوزتهم للشاب الحليوة دة
- رديت وأنا بنتش الجرنان من إيده :
- لأ يا ذكي .. أنا اللي عامل الإعلان دة.
- بجد؟ .. عامله لمين يعني ؟
- لية أنا .. أنا اللي عايز أتجوز .
معرفش إيه اللي حصل لابراهيم بعدها .. اتسعت عيناه عن آخرهما .. وتدلى فكه السفلي في نظرة بلهاء .. ولم يستفيق إلا على صياحي :
- إيه يا عم ابراهيم ؟ .. مالك ؟
وفجأة انقلب حاله وأخذ يضحك بطريقة هستيرية :
- هاهاها عايز يتجوز .. هي هي هي مليجي حيتجوز .. هوهوهو وسيم ومن عائلة .. انت باين عليك اتجننت يابني هاهاها ..
رديت بغضب :
- إيه يا عم؟ .. هو أنا بقول حاجة غريبة .. عايز أتجوز يا أخي زي مخاليق ربنا .. على سنة الله ورسوله.
- بس يا مليجي مش تستنى لما تخلص دراستك .. وتكون نفسك ؟
-
أحسن حاجة الجواز بدري .. الواحد يلحق يتمتع في بداية شبابه .. ويعرف يربي
عياله .. وبعدين يا ابراهيم بصراحة الدنيا بقت وحشة أوي .. وأنا خايف أغلط
.. أنا خلاص مش قادر أمسك نفسي ..
- إيه يابني .. انت حتتجوز على روحك ولا إيه .. وبعدين انت فاكر الجواز بالساهل كدة ؟
.. طب عندك شقة ؟
-عيب عليك دي فيلا يبني .
- طب عندك شغلة ؟
- ايه .. طالب وبدرس كمان .
- يبقى مين دي المُـ... قصدي مين دي اللي حترضى بيك ؟
-
انت مش عارفني يابني ولا إيه ؟ .. دانا مليجي بحاله .. كفاية بس حد يشوفني
ولا يشوف السي في بتاعي .. حتلاقي العروض بتنهال علية .. ومش بعيد يجيلي
عرض من ريال مدريد ..
تررن ترررررن
- شفت ؟ أهو الخط الجديد بدأ يرن أهو .. أسيبك أنا بأة وأرد على التليفونات
سابني ابراهيم ومشي وهو بيضرب كف بكف .. وأنا رديت على التليفون

الأولى

- السلام عليكم .
رد صوت ملائكي رقيق :
هاالو .. مليجي توكينج (talking) ؟
- أيوة أنا مليجي يا آنسة
- أوكي .. ممكن تقابلني بالليل ؟
- ليه حضرتك؟
- إي دا .. موش انت اللي عامل الإعلان ؟
- آه .. قصد حضرتك إني آجي أقابل عائلتك الكريمة ؟
- أوف كورس .. ممكن تجيلي الساعة 10 ؟ .. حوصفلك الكوفي شوب ..
- كوفي شوب؟! .. مش حجيلكم البيت يعني ؟
- نو نو .. كدة أحسن بكتير
وبعد ما وصفتلي العنوان سألتني :
- طيب حعرفك إزاي ؟
- حتلاقيني لابس بدلة حمرة .
- حمرة؟! .. أوكي انت بس أول ما تدخل اسأل على داليا حيدلوك على طول
- طيب حكون هناك 10 بالضبط
- أوك .. تيك كير .. باي.
- مع السلامة.

*****
العاشرة
مساءً .. وصلت للكوفي شوب حسب الوصفة .. كان حاجة فخمة أوي .. كأني داخل
ديزني لاند .. أضواء متألقة على حمام سباحة جامد أوي .. لدرجة إني اتمنيت
آخد غطس فيه على طول ..
- بست .. يا كابتن.
التفت لمصدر الصوت لأجد فتاة جميلة جدا تجلس وسط مجموعة من الشباب .. في البداية ظننت أنهم يصورون فيلما أجنبيا لكنها قالت لي :
- تعالى .. اتفضل هنا.
- أنا ؟
- yes .
- حضرتك أنا كنت جي أسأل على الآنسة داليا.
- أنا داليا .. انت مليجي ؟
- أيوة.
جلست معهم فقالت لي :
ممكن تعرفني بنفسك؟
طلعت الـ CV بتاعي وأعطيتهولها .. قرأته ثم كتمت ضحكها فسألتها :
- طيب ممكن أنا أتعرف بحضرتك ؟
- أنا داليا .. متخرجة من الـ MCZU وبشتغل AMOM في الـ EICCA
- حصل لنا الشرف يا فندم .
- أوكي .. تحب مدة الجواز تكون قد إيه؟
- أفندم؟! .. قصدك نتجوز إمتى ؟
- نو نو .. قصدي نفضل متجوزين قد إيه ؟
- يظهر إني مش فاهم سؤال حضرتك .. لكن أنا بقول نتعرف أكتر في فترة الخطوبة بس لازم الأول نتفق على شوية حاجات
- حاجات زي إيه ؟
- يعني أولا بالنسبة للبس حضرتك.
- ماله؟
- أنا شايف إن اللبس دة مينفعش إنه يتلبس غير في مكان واحد بس
- أوه نو .. إوعى تكون منهم .. أنا لبسي كويس جدا
التفت إلى أحد الشباب الجالسين وقلتله :
- ما تقول حاجة .. انت مش أخوها برضه ؟
- لأ .. أنا صاحبها.
وصل الجرسون في تلك اللحظة فسألتني :
- عايز تشرب إيه ؟
- واحد قهوة مظبوط من فضلك .
- قهوة؟! .. طيب وأنا هاتلي الشيشة بتاعتي.
صحت غاضبا :
- إيه دة؟! .. انتي بتشربي شيشة؟
ثم التفت إلى رجل من الجالسين وقلت له:
- ما تقول حاجة انت مش أبوها؟
- لأ .. أنا صاحب دولي برضه
فقالت :
- أوه سوري .. نسيت أعرفك بالشلة:
* حمو : صاحبي من الجامعة . * تيمو : صاحبي من الثانوي
* ميسو : جارنا وأعتقد إننا اتجوزنا قبل كدة. * صاصا : ودة لسة متعرفة عليه النهاردة.
- إيه دة ؟ .. انتي مش قلتيلي إني حقابل عيلتك؟
- ما هما دول عيلتي .. وأكتر كمان.
وهنا فاض بي .. فوقفت وأنا أصيح :
- إيه قلة الحيا دي ؟! .. مفيش احتشام .. وكمان شيشة .. وصحوبية وقلة أدب .. لا يا آنسة أنا مينفعش معايا الكلام دة.
- انت نسيت نفسك ولا إيه ؟ .. انت فاكر نفسك مين ؟ .. انت تطول تتجوزني يا ......
بدأت تنهال علي بألفاظ بعدة لغات أعتقد أنها كانت تمتدح في شخصي ثم قالت :
- تيمو .. ميسو .. ياللا
وهنا
قام الأخين تيمو وميسو .. وتقريبا هما كان معاهم الحزام الأسود في
المصارعة الحرة .. المهم إنهم والحمد لله قاموا بتحقيق أمنيتي إني أغطس في
حمام السباحة الجميل دة

الثانية

طق طق طق
- مين ؟
- أنا هاني .. افتح يا مليجي
فتحت الباب :
- أهلا .. هاني ابن عمي .. إزيك وإزي عيالك
- تمام والحمد لله .. انت إيه أخبارك .. مالك وشك مبقع أحمر كدة ؟ .. انت كنت في الاستاد بتتفرج على ماتش الأهلي ؟
- لا دة بس عشان يليق ع البدلة الحمرة
- بدلة حمرة ؟! .. ليه ؟
حكيت لهاني على الموضوع وعلى اللي حصل لي :
- طيب مش كنت تقول لي يا مليجي إنك عايز تتجوز ؟
- خلاص يا هاني أنا صرفت نظر عن الموضوع .. كفاية اللي جرالي .. أنا رميت الخط الجديد وبطلت تليفونات
- بس أنا متأكد إنك حتغير رأيك لما تقابل نسمة
- نسمة مين ؟
- عروسة لقطة .. فرصة ما تتعوضش .. وأنا حظبطلك معاهم معاد .

*****
أعاد
لي كلامه الأمل .. أخذت العنوان ورحت في الموعد .. ما شاء الله فيلا جامدة
جدا .. وكان في استقبالي عجوز شمطاء في القرن الثاني من العمر:
- يا أهلا وشهلا .. اتفضل يا عريش .. حشَل لنا البركة.
- شكرا يا حاجة.
- والله يابني انت شكلك طيب وابن حلال .. وأنا بشراحة ارتحتلك من أول نظرة.
- ربنا يكرمك يا حاجة .. ودة شرف لية إني أناشبكم .. قصدي أناسبكم .. وكنت عايز أعرف طلباتكم.
-
عيب عليك يا مليجي .. إحنا بنشتري راجل .. إحنا مش حنكلفك حاجة خالش ..
عندنا بدل الشقة تلاتة .. وبدل العربية أربعة .. وكل المشاريف علينا كمان.
قشطة
.. إيه الحلاوة دي .. أحمدك يا رب .. جوازة لقطة فعلا .. أنا لازم أكافئ
الواد مدحت بكيلو سمك مشوي من اللي بيحبه .. فاضل بس إن العروسة تطلع حلوة
- طيب يا حاجة .. إحنا مش حنشوف نسمة ولا إيه ؟
- علِي شوتك يابني لأحشن أنا شمعي تقيل
- كنت بقول عايز أشوف حفيدة حضرتك .. العروسة يعني.
- إيه دة .. انت بتكبرني كدة ليه .. العروشة مش حفيدتي
- آه .. آسف .. تبقى بنت حضرتك ؟
- لا يا حبيبي .. ولا بنتي
ثم مالت نحوي وقالت بنظرة خجولة :
أنا نشمة .. العروشة يا حبة عيني!!
مش
عارف إيه اللي خلاني أخدت بعضي وجريت في الشارع زي المجانين .. منك لله يا
هاني .. طبعا مش حيشوف أي سمك مشوي .. لأني ممكن أشويه هو شخصيا .. أول ما
روحت كلمته :
- آه يا هاني يا واطي .. دة مقلب تعمله فية برضه ؟
- مقلب إيه يا مغفل ؟ انت ما قابلتش نسمة ولا إيه ؟
- قصدك نشمة الله يرحمها
- إيه دة ؟ .. هي ماتت
- لسة شوية .. يا راجل دي ماتستحملش معايا يومين على بعض
- ما هو دة المطلوب يا ذكي .. دي وحيدة وملهاش ورثة وعندها تل أملاك وفلوس .. وأول ما هي تخلص .. تورث انت وتقب على وش الدنيا
- دانت طلعت واطي أوي يا هاني .. طيب ما اجوزتهاش انت ليه يا عم الناصح
- يا ريتني ما كنتش مجوز .. ما كنتش حتردد لحظة وحدة
أخذتني الشهامة والمروءة وأنا برد بطريقة ممثل قديم مش فاكر اسمه :
- لا يا هاني .. مش مليجي اللي يتجوز بالطريقة دي

*****

الثالثة

طبعا كنت متضايق جدا من المواقف .. فكلمت صاحبي ابراهيم .. وحكيتله على اللي حصل لي :
- مش قلتلك يا مليجي .. محدش بيتجوز كدة
- أمال أتجوز إزاي يعني ؟
- بص لو انت بأة ناوي بجد .. فأنا عندي عروسة كويسة
- بجد ؟ .. طب الحقني بيها
- طيب مستعد تسافر إمتى ؟
- أسافر ؟ .. ليه؟ .. انت حتجوزني من أوروبا ولا إيه ؟
- لأ .. أنا قصدي تسافر أسوان
- أسوان ؟ .. انت جايبلي عروسة من الصعيد ؟
- أيوة .. بس ناس طيبين أوي
- بس أنا خايف ما تكونش حلوة يعني
- مين اللي قالك كدة ؟ .. وبعدين الجمال الحقيقي جمال الروح .. وآديك جربت الجميلة .. أخدت منها إيه ؟
- على رأيك .. أنا مستعد للسفر في أقرب وقت

*****

بعد
يوم سفر شاق .. وصلت أخيرا بيت الحاج فتحي الجبراوي .. كان بيت كبير
وبصراحة استقبلوني بكرم شديد .. زغطوني بما يكفيني لعشرة أيام متواصلة
واتكلمت مع الحاج فتحي وبصراحة كان محترم جدا معايا .. وبدأت أتفاءل من جديد وهو بيشكر لي في العروسة باللغة الصعيدية :
- انت حتاخد فتحية بنتي .. نوارة البيت .. حطها جوة عنيك التنتين
- أكيد يا حاج فتحي .. طيب إحنا مش حنشوف العروسة ولا إيه ؟
عبس وجهه حتى كادت كتلتي الشعر في حاجبه وشاربه يتصلان ببعضهما وهو يَجول :
- وه .. انت عتخرِف ولا إيه ؟ تشوفها كِيف يا وِلد ؟! .. ما عنديناشي حريم تنكشف على راجل واصل
- أيوة يا حاج بس أنا مش راجل .. قصدي مش أي راجل .. دانا العريس اللي جاي أخطبها
- حتى انت .. ما تشوفهاشي غير ليلة دخلتكم
- إزاي بس يا حاج ؟
- هو إكدِه .. وأنا جولت لع يبجى لع .. دي عادات وتجاليد في عيلة الجبراوية من زمان (بتفخيم الميم)
ألا جول لي صحيح .. انت من عيلة إيه ؟
- مش فاهم يا حاج
- يعني اسم جَدك الكَبير إيه ؟
- آه .. أنا من عيلة مليجي السادس عشر.
فجأة سكتت الأفواه .. وتسمر الكل في مكانه .. وجحظت عيونهم .. وتدلت حواجبهم .. ثم وقف أحد الشباب صائحا:
- جواز مليجي من فتحية باطل
ثم انفتحت جميع أبواب البيت .. ودخل عدد من الإخوة الصعايدة يحملون المشاعل ويتقدمون نحوي وهم يرددون :
- باااااطل .. باااااطل
صحت في حيرة ورعب :
- فيه إيه ؟ .. أنا مش فاهم حاجة
تغيرت لهجة الحاج فتحي وهو يقول :
- دة تار جديم بيناتنا وبين عيلة الملايجة .. ياللا يا ردالة .. خلِصوا عليه.
لم
أجد خلفي إلا شباكا مفتوحا .. فقفزت بلا تردد .. وكما يحدث في مثل تلك
الأفلام وقعت فوق كومة من التبن .. وأعتقد أني حطمت ذلك اليوم الرقم
القياسي في الجري
ولم أتوقف إلا عندما ركبت القطار .. وفي القطار كان القرار
مليجي مش حيتجوز يا رجالة
====================
سؤال الحلقة :

من هي أنسب زوجة لمليجي ؟
1- دولي فري
2- نشمة الله يرحمها
3- فتحية التار ولا العار

أنا عارف الإجابة
لو انت عرفتها اتصل على الخط المحروق بتاع 010
(سعر الدقيقة 150 قرش)
مع تحيات المفتش : مليج إمبو