ثغرة الدفرسوار
كان قائد الجيش الثاني الميداني، اللواء سعد الدين مأمون، قد أصيب بنوبة
قلبية، ظهر يوم 14 أكتوبر، ونقل إلى مستشفى القصاصين العسكري، ومنها إلى
مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، ووضع تحت الرعايا الطبية المكثفة. ولم
يكن بالطبع من الممكن ترك قيادة الجيش بدون قائد، خاصة في وقت حرج، لذلك
عينت القيادة العامة بدلاً منه قائد المنطقة المركزية العسكرية، اللواء
عبدالمنعم خليل، وكان قد ترك قيادة الجيش الثاني الميداني منذ أقل من
عامين.
وصل
اللواء عبدالمنعم خليل، إلى مركز قيادة الجيش الثاني، في الإسماعيلية،
مساء يوم 16 أكتوبر، وكانت القوات الإسرائيلية، قد بدأت ضغطها، على اللواء
16 المشاة، في الشرق، لفتح طريق الطاسة ـ الدفرسوار، وقد نجح اللواء
المظلي، ومعه 30 دبابة إسرائيلية من مجموعة عمليات شارون، في العبور
غرباً، بالمعديات والقوارب المطاطية. وقبل أن يستوعب قائد الجيش الثاني
الجديد موقف وحداته، كانت القوات الإسرائيلية غرب القناة قد بدأت في
مهاجمة قواعد صواريخ الدفاع الجوي المصرية وتدميرها، وكانت تعمل في
مجموعات صغيرة، تتجول بحرية، متخذة من الأشجار الكثيرة في المنطقة
المزروعة، غرب القناة ستاراً لها، وتظهر فجأة خارجها لتدمر هدفها ثم تختفي
داخل الأشجار مرة أخرى، مما صعب معه تحديد حجم الدبابات في الغرب ومكان
تمركزها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كان
اللواء المظلي، وما معه من دبابات، قد احتل كل من مطار الدفرسوار المهجور،
ومرسى أبو سلطان، ومعسكر قادش (شمال المطار) وسرابيوم، ودمر في يومي 16،
17 قاعدتي صواريخ وحوالي 20 دبابة مصرية تصدت له في مناطق متفرقة، كما
استطاع أيضاً إلحاق خسائر جسيمة باللواء الرقم 116 مشاة آلية، من الفرقة
23 مشاة آلية خلال اليومين 16، 17 عند محاولته مهاجمة القوات الإسرائيلية
في الغرب، واستشهد قائد اللواء وأسرت مجموعة قيادته، وكلف قائد الجيش ما
تبقى من اللواء، باحتلال موقع دفاعي غرب تقاطع أبو سلطان مع طريق المعاهدة
(5 كم غرب مطار الدفرسوار) تحت قيادة رئيس الأركان، بمهمة منع القوات
الإسرائيلية من التقدم غرباً. ودعم اللواء بسريتي دبابات (كانتا قد دفعتا
من القاهرة، بعد إعادة تنظيمهما، واستكمالهما، إلى قيادة الجيش، لدعم
الوحدات المدرعة، التي بها نقص كبير في الدبابات).
ظهر
يوم 16 أكتوبر كلفت كتيبة صاعقة، من المجموعة 129 صاعقة، احتياطي الجيش
الثاني الميداني، بالتقدم في اتجاه الدفرسوار وأبو سلطان، لتدمير الدبابات
الإسرائيلية السبع التي نجحت في التسلل إلى غرب القناة (كما كان يظن حتى
هذا الوقت)، وقد تمكنت إحدى سرايا الكتيبة من تدمير 5 دبابات رغم خسائرها
الكبيرة في الأفراد والضباط.
على
إثر الخسائر الكبيرة لكتيبة الصاعقة، استدعت كتيبة مظلية، من قاعدتها شرق
القاهرة، وكلفت بالعمل تحت قيادة الفرقة 23 المشاة الآلية في المنطقة غرب
أبو سلطان. وقد كلفها قائد الفرقة، بمهاجمة دبابات العدو في الدفرسوار
وتدميرها، واحتلال وتأمين مرسى أبو سلطان ومطار الدفرسوار، ودعمت ببعض
الدبابات، التي لم تستطع التقدم مع القوة المظلية المترجلة، واضطرت
للالتفاف من الممرات التي تسمح لها بالحركة على اتفاق بالتقابل غرب
المطار، ولكن كليهما اضطر للاشتباك مع قوة إسرائيلية قابلته، وحدث بهما
خسائر كبيرة، واضطرت للانسحاب غرباً تحت ستر نيران مدفعية الجيش الثاني
الميداني، التي كانت تعاونهما في ذلك الوقت.
صباح
يوم 18 أكتوبر، كلف قائد الفرقة 23 المشاة الآلية، اللواء 23 المدرع، فور
وصوله من شرق القاهرة، بالهجوم على منطقة أبو سلطان وتدمير العدو بها،
وفوجئ قائد اللواء 23 مدرع، بمجموعتين عمليات تتصديان له، لتدمير معظم
دبابات اللواء، ولتلحق بكتيبة المقدمة التي دفعت قبله بوقت قصير. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أمر
قائد الجيش الثاني الميداني، بتصفية القوات الإسرائيلية شرقاً وغرباً في
وقت واحد، ووضع تحت قيادة رئيس أركان الجيش ـ والذي كان يدير القتال في
رأس الكوبري الموحد للجيش في الشرق ـ الفرقة 16 المشاة، والفرقة 21
المدرعة من قوات الشرق، والفرقة 23 مشاة آلية وما تبقى من اللواء 23 مدرع،
وما تبقى من اللواء 116 مشاة آلية، وكتيبة المظلات من قوات الغرب. وظهر
يوم 18 أكتوبر، وقبل بدء الهجوم المضاد بدقائق تعرض رأس كوبري الجيش
الثاني لهجمات جوية مكثفة، أعقبها قصف مدفعي بعيد المدى وأصيب قائد الفرقة
16 المشاة ونقل إلى مستشفيات القاعدة.
وأثر
القصف الجوي والمدفعي على وحدات المشاة الآلية المكلفة بمهاجمة قرية
الجلاء لاستردادها، كما تعرضت دبابات اللواء الأول المدرع، من الفرقة 21
مدرعة، لنيران الدبابات الإسرائيلية التي هاجمته من الشرق والجنوب، وتعرض
كذلك لنيران دبابات أخرى من غرب القناة، وتدمر ما بقي منه، وتقلص عدد
دباباته إلى 9 دبابات فقط، واضطر قائد الجيش إلى سحب باقي اللواء 24 مدرع
من الفرقة الثانية، وضمه على الفرقة 21 مدرعة، حيث قام بالهجوم، مع باقي
دبابات الفرقة 21، والفرقة 16، إلا أنهم قوبلوا بهجوم متفوق لدبابات العدو
أجبرهم على التوقف لصده، وازداد انكماش مواقع الفرقة 16.
في
الغرب كان اللواء 23 مدرع قد دمر،وأصيب قائده، واجتاحت الدبابات
الإسرائيلية مواقع اللواء 116 مشاة آلية الضعيفة، واضطر قائد الجيش الثاني
الميداني للدفع بباقي لواء المظلات الرقم 182 في نفس اليوم، في ظروف قتال
صعبة، ومهام غير معتاد عليها. أما الظروف الصعبة، فقد تمثلت في عدم قدرة
قائد الجيش على التحديد الدقيق حجم العدو وأوضاعه وفكرة أعماله القتالية،
وهي معلومات ضرورية للمستوى الأدنى لينفذ المهام المكلف بها، كذلك لم تكن
هناك معلومات عن عناصر الجيش الثاني الميداني نفسه، والتي سيتعاون معها
اللواء 182 مظلات المصري، أين مكانها؟ وما هي قدراتها؟ ما هي الأعمال
القتالية القائمة بها؟. أما المهام التي كلف اللواء المظلي (دون الكتيبة
85 مظلية، والتي اشتركت من قبل، ويظن قائد الجيش إنها "قد تكون شمالاً غرب
مطار الدفرسوار") فقد حددها قائد
الجيش في خم نقاط:
1 - تأمين الساتر الترابي الغربي ما بين جبل مريم
والدفرسوار، ومنع القوات الإسرائيلية من احتلالها، ومعاونة قواتنا في
الشرق منها.
2 - منع القوات الإسرائيلية من توسيع الاختراق في الدفرسوار، وتطهير منطقة الدفرسوار من أي قوات إسرائيلية.
3 - الاستعداد لتكوين مجموعات قنص دبابات، لتدمير الدبابات الإسرائيلية في رأس الكوبري الإسرائيلي.
4 - تأمين المعابر في سرابيوم، ومنع القوات الإسرائيلية من الوصول إليها، وصدها وتدميرها.
5 - السيطرة على
المنطقة من جنوب الإسماعيلية، وحتى مطار الدفرسوار شرقاً، والطريق الموازي
للترعة الحلوة غرباً. مع التركيز على تقاطعات الطرق، والمدقات والهيئات
الحاكمة والمخاضات.
قد تمكنت الكتيبتان
المظليتان، التي يتكون منهما قوة اللواء، من تنفيذ المهام الموكلة إليهم،
خاصة تأمين الساتر الترابي والمعابر، وتعرضا لهجمات من الدبابات
الإسرائيلية أمكن صدها، بخسائر طفيفة نسبياً.
كان قائد الجيش الثاني،
والقيادة العامة كذلك، قلقاً من أعمال قتال مفارز الدبابات الإسرائيلية،
التي تهاجم قواعد الصواريخ أرض / جو غرب القناة وتدمرها، مع عدم وجود
وحدات مضادة للدروع في الغرب. كذلك كانت إحدى المشاكل الرئيسية، وجود
إعداد كبيرة من الاحتياطي المستدعي للقوات المصرية، غرب القناة مباشرة،
حيث تم دفعه مبكراً إلى مناطق تمركز الفرق المشاة، قبل الحرب، وبقوا بها،
وأصبحت بعد عبور القوات الإسرائيلية للغرب، داخل نطاق أعمال القتال، وهي
غير مسلحة، وغير منظمة، ولا يوجد لها قيادة، يمكنها اتخاذ إجراء مناسب.
الأمر الثالث كان استمرار تدفق الدبابات الإسرائيلية إلى الغرب، حيث عبر
ليلة 18/19 أكتوبر مجموعة العمليات الرقم 252، بقيادة الجنرال كلمان ماجن،
ليصبح لدى القوات الإسرائيلية في الغرب ثلاث مجموعات عمليات، مكونة من 7
ألوية مدرعة (حوالي 800 دبابة) ولواء مظلي، ولواء مشاة آلي.
]بانتقال
مجموعات العمليات الإسرائيلية الثلاث الرئيسية التابعة لقيادة الجبهة
الجنوبية إلى غرب القناة كان لا بد أن ينقل الجنرال شيموئيل جونين قيادته،
خلف قواته في الغرب، وخصص المهام لكل مجموعة من الثلاث كالآتي:
1 - مجموعة العمليات الرقم 143 بقيادة الجنرال إيريل شارون تضغط شمالاً للوصول إلى مدينة الإسماعيلية، وتستولي عليها.
2 - مجموعة العمليات الرقم 162 بقيادة الجنرال إبراهام آدان، تضغط جنوباً للوصول إلى مدينة السويس، وتستولي عليها.
3 - مجموعة العمليات الرقم 252 بقيادة الجنرال كلمان ماجن، تصفي جيوب
المقاومة المتبقية في الغرب حول رأس الكوبري، ثم تتحرك على الجانب الأيمن
لمجموعة آدان، ومؤخرته
4 - وتؤمنهما، وتقطع طريقيّ 12، والسويس ـ القاهرة وتسيطر على المنطقة
بينهما (منطقة المرتفعات الجبلية المسيطرة) وتعزل الجيش الثالث في الشرق
تماماً.
كان قائد الجيش الثاني الميداني، اللواء سعد الدين مأمون، قد أصيب بنوبة
قلبية، ظهر يوم 14 أكتوبر، ونقل إلى مستشفى القصاصين العسكري، ومنها إلى
مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، ووضع تحت الرعايا الطبية المكثفة. ولم
يكن بالطبع من الممكن ترك قيادة الجيش بدون قائد، خاصة في وقت حرج، لذلك
عينت القيادة العامة بدلاً منه قائد المنطقة المركزية العسكرية، اللواء
عبدالمنعم خليل، وكان قد ترك قيادة الجيش الثاني الميداني منذ أقل من
عامين.
وصل
اللواء عبدالمنعم خليل، إلى مركز قيادة الجيش الثاني، في الإسماعيلية،
مساء يوم 16 أكتوبر، وكانت القوات الإسرائيلية، قد بدأت ضغطها، على اللواء
16 المشاة، في الشرق، لفتح طريق الطاسة ـ الدفرسوار، وقد نجح اللواء
المظلي، ومعه 30 دبابة إسرائيلية من مجموعة عمليات شارون، في العبور
غرباً، بالمعديات والقوارب المطاطية. وقبل أن يستوعب قائد الجيش الثاني
الجديد موقف وحداته، كانت القوات الإسرائيلية غرب القناة قد بدأت في
مهاجمة قواعد صواريخ الدفاع الجوي المصرية وتدميرها، وكانت تعمل في
مجموعات صغيرة، تتجول بحرية، متخذة من الأشجار الكثيرة في المنطقة
المزروعة، غرب القناة ستاراً لها، وتظهر فجأة خارجها لتدمر هدفها ثم تختفي
داخل الأشجار مرة أخرى، مما صعب معه تحديد حجم الدبابات في الغرب ومكان
تمركزها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كان
اللواء المظلي، وما معه من دبابات، قد احتل كل من مطار الدفرسوار المهجور،
ومرسى أبو سلطان، ومعسكر قادش (شمال المطار) وسرابيوم، ودمر في يومي 16،
17 قاعدتي صواريخ وحوالي 20 دبابة مصرية تصدت له في مناطق متفرقة، كما
استطاع أيضاً إلحاق خسائر جسيمة باللواء الرقم 116 مشاة آلية، من الفرقة
23 مشاة آلية خلال اليومين 16، 17 عند محاولته مهاجمة القوات الإسرائيلية
في الغرب، واستشهد قائد اللواء وأسرت مجموعة قيادته، وكلف قائد الجيش ما
تبقى من اللواء، باحتلال موقع دفاعي غرب تقاطع أبو سلطان مع طريق المعاهدة
(5 كم غرب مطار الدفرسوار) تحت قيادة رئيس الأركان، بمهمة منع القوات
الإسرائيلية من التقدم غرباً. ودعم اللواء بسريتي دبابات (كانتا قد دفعتا
من القاهرة، بعد إعادة تنظيمهما، واستكمالهما، إلى قيادة الجيش، لدعم
الوحدات المدرعة، التي بها نقص كبير في الدبابات).
ظهر
يوم 16 أكتوبر كلفت كتيبة صاعقة، من المجموعة 129 صاعقة، احتياطي الجيش
الثاني الميداني، بالتقدم في اتجاه الدفرسوار وأبو سلطان، لتدمير الدبابات
الإسرائيلية السبع التي نجحت في التسلل إلى غرب القناة (كما كان يظن حتى
هذا الوقت)، وقد تمكنت إحدى سرايا الكتيبة من تدمير 5 دبابات رغم خسائرها
الكبيرة في الأفراد والضباط.
على
إثر الخسائر الكبيرة لكتيبة الصاعقة، استدعت كتيبة مظلية، من قاعدتها شرق
القاهرة، وكلفت بالعمل تحت قيادة الفرقة 23 المشاة الآلية في المنطقة غرب
أبو سلطان. وقد كلفها قائد الفرقة، بمهاجمة دبابات العدو في الدفرسوار
وتدميرها، واحتلال وتأمين مرسى أبو سلطان ومطار الدفرسوار، ودعمت ببعض
الدبابات، التي لم تستطع التقدم مع القوة المظلية المترجلة، واضطرت
للالتفاف من الممرات التي تسمح لها بالحركة على اتفاق بالتقابل غرب
المطار، ولكن كليهما اضطر للاشتباك مع قوة إسرائيلية قابلته، وحدث بهما
خسائر كبيرة، واضطرت للانسحاب غرباً تحت ستر نيران مدفعية الجيش الثاني
الميداني، التي كانت تعاونهما في ذلك الوقت.
صباح
يوم 18 أكتوبر، كلف قائد الفرقة 23 المشاة الآلية، اللواء 23 المدرع، فور
وصوله من شرق القاهرة، بالهجوم على منطقة أبو سلطان وتدمير العدو بها،
وفوجئ قائد اللواء 23 مدرع، بمجموعتين عمليات تتصديان له، لتدمير معظم
دبابات اللواء، ولتلحق بكتيبة المقدمة التي دفعت قبله بوقت قصير. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أمر
قائد الجيش الثاني الميداني، بتصفية القوات الإسرائيلية شرقاً وغرباً في
وقت واحد، ووضع تحت قيادة رئيس أركان الجيش ـ والذي كان يدير القتال في
رأس الكوبري الموحد للجيش في الشرق ـ الفرقة 16 المشاة، والفرقة 21
المدرعة من قوات الشرق، والفرقة 23 مشاة آلية وما تبقى من اللواء 23 مدرع،
وما تبقى من اللواء 116 مشاة آلية، وكتيبة المظلات من قوات الغرب. وظهر
يوم 18 أكتوبر، وقبل بدء الهجوم المضاد بدقائق تعرض رأس كوبري الجيش
الثاني لهجمات جوية مكثفة، أعقبها قصف مدفعي بعيد المدى وأصيب قائد الفرقة
16 المشاة ونقل إلى مستشفيات القاعدة.
وأثر
القصف الجوي والمدفعي على وحدات المشاة الآلية المكلفة بمهاجمة قرية
الجلاء لاستردادها، كما تعرضت دبابات اللواء الأول المدرع، من الفرقة 21
مدرعة، لنيران الدبابات الإسرائيلية التي هاجمته من الشرق والجنوب، وتعرض
كذلك لنيران دبابات أخرى من غرب القناة، وتدمر ما بقي منه، وتقلص عدد
دباباته إلى 9 دبابات فقط، واضطر قائد الجيش إلى سحب باقي اللواء 24 مدرع
من الفرقة الثانية، وضمه على الفرقة 21 مدرعة، حيث قام بالهجوم، مع باقي
دبابات الفرقة 21، والفرقة 16، إلا أنهم قوبلوا بهجوم متفوق لدبابات العدو
أجبرهم على التوقف لصده، وازداد انكماش مواقع الفرقة 16.
في
الغرب كان اللواء 23 مدرع قد دمر،وأصيب قائده، واجتاحت الدبابات
الإسرائيلية مواقع اللواء 116 مشاة آلية الضعيفة، واضطر قائد الجيش الثاني
الميداني للدفع بباقي لواء المظلات الرقم 182 في نفس اليوم، في ظروف قتال
صعبة، ومهام غير معتاد عليها. أما الظروف الصعبة، فقد تمثلت في عدم قدرة
قائد الجيش على التحديد الدقيق حجم العدو وأوضاعه وفكرة أعماله القتالية،
وهي معلومات ضرورية للمستوى الأدنى لينفذ المهام المكلف بها، كذلك لم تكن
هناك معلومات عن عناصر الجيش الثاني الميداني نفسه، والتي سيتعاون معها
اللواء 182 مظلات المصري، أين مكانها؟ وما هي قدراتها؟ ما هي الأعمال
القتالية القائمة بها؟. أما المهام التي كلف اللواء المظلي (دون الكتيبة
85 مظلية، والتي اشتركت من قبل، ويظن قائد الجيش إنها "قد تكون شمالاً غرب
مطار الدفرسوار") فقد حددها قائد
الجيش في خم نقاط:
1 - تأمين الساتر الترابي الغربي ما بين جبل مريم
والدفرسوار، ومنع القوات الإسرائيلية من احتلالها، ومعاونة قواتنا في
الشرق منها.
2 - منع القوات الإسرائيلية من توسيع الاختراق في الدفرسوار، وتطهير منطقة الدفرسوار من أي قوات إسرائيلية.
3 - الاستعداد لتكوين مجموعات قنص دبابات، لتدمير الدبابات الإسرائيلية في رأس الكوبري الإسرائيلي.
4 - تأمين المعابر في سرابيوم، ومنع القوات الإسرائيلية من الوصول إليها، وصدها وتدميرها.
5 - السيطرة على
المنطقة من جنوب الإسماعيلية، وحتى مطار الدفرسوار شرقاً، والطريق الموازي
للترعة الحلوة غرباً. مع التركيز على تقاطعات الطرق، والمدقات والهيئات
الحاكمة والمخاضات.
المظليتان، التي يتكون منهما قوة اللواء، من تنفيذ المهام الموكلة إليهم،
خاصة تأمين الساتر الترابي والمعابر، وتعرضا لهجمات من الدبابات
الإسرائيلية أمكن صدها، بخسائر طفيفة نسبياً.
كان قائد الجيش الثاني،
والقيادة العامة كذلك، قلقاً من أعمال قتال مفارز الدبابات الإسرائيلية،
التي تهاجم قواعد الصواريخ أرض / جو غرب القناة وتدمرها، مع عدم وجود
وحدات مضادة للدروع في الغرب. كذلك كانت إحدى المشاكل الرئيسية، وجود
إعداد كبيرة من الاحتياطي المستدعي للقوات المصرية، غرب القناة مباشرة،
حيث تم دفعه مبكراً إلى مناطق تمركز الفرق المشاة، قبل الحرب، وبقوا بها،
وأصبحت بعد عبور القوات الإسرائيلية للغرب، داخل نطاق أعمال القتال، وهي
غير مسلحة، وغير منظمة، ولا يوجد لها قيادة، يمكنها اتخاذ إجراء مناسب.
الأمر الثالث كان استمرار تدفق الدبابات الإسرائيلية إلى الغرب، حيث عبر
ليلة 18/19 أكتوبر مجموعة العمليات الرقم 252، بقيادة الجنرال كلمان ماجن،
ليصبح لدى القوات الإسرائيلية في الغرب ثلاث مجموعات عمليات، مكونة من 7
ألوية مدرعة (حوالي 800 دبابة) ولواء مظلي، ولواء مشاة آلي.
]بانتقال
مجموعات العمليات الإسرائيلية الثلاث الرئيسية التابعة لقيادة الجبهة
الجنوبية إلى غرب القناة كان لا بد أن ينقل الجنرال شيموئيل جونين قيادته،
خلف قواته في الغرب، وخصص المهام لكل مجموعة من الثلاث كالآتي:
1 - مجموعة العمليات الرقم 143 بقيادة الجنرال إيريل شارون تضغط شمالاً للوصول إلى مدينة الإسماعيلية، وتستولي عليها.
2 - مجموعة العمليات الرقم 162 بقيادة الجنرال إبراهام آدان، تضغط جنوباً للوصول إلى مدينة السويس، وتستولي عليها.
3 - مجموعة العمليات الرقم 252 بقيادة الجنرال كلمان ماجن، تصفي جيوب
المقاومة المتبقية في الغرب حول رأس الكوبري، ثم تتحرك على الجانب الأيمن
لمجموعة آدان، ومؤخرته
4 - وتؤمنهما، وتقطع طريقيّ 12، والسويس ـ القاهرة وتسيطر على المنطقة
بينهما (منطقة المرتفعات الجبلية المسيطرة) وتعزل الجيش الثالث في الشرق
تماماً.