مـقـــــــــــدمه :-
نتيجة للخسائر الفادحة التى تكبدتها إسرائيل فى المعدات والأفراد ، وتحت الضغط السياسى
والعسكرى والاستراتيجى ، وبعد أن مدت أمريكا إليها الجسر الجوى الضخم ، وجدت إسرائيل فرصة فى عملية
الدفرسوار غرب القناة ، ولذلك حاولت أن تحيط هذه العملية بأضخم دعاية ممكنة لكى تحجب حجم وقيمة الخسائر
التى منيت بها نتيجة النجاح الضخم الذى حققته الجيوش العربية ولكن بات واضحا أن هذا النجاح المحدود الذى
حققته إسرائيل لا يستطيع تحييد آثار النصر العسكرى العربى ولا حجب الهزيمة التى لحقت بإسرائيل
ولقد أثيرت عشرات التساؤلات حول عملية الدفرسوار( الثغرة ) وحاول الكثيرون ـ إنسياقا وراء الدعاية
الإسرائيلية ـ استخدامها كمبرر للانتقاص من حجم وقيمة الإنجاز العسكرى العربى . ولكن لابد أن نؤكد حقيقة
هامة وهى أن جميع هذه التساؤلات والمحاولات لا تنال من قيمة هذا الإنجاز ، ولا تستطيع إخفاء حقيقة العزلة
السياسية التى أضحت عليها إسرائيل
إن نتائج أى حرب تقاس فى مضمونها العام بما اسفرت عنه من تطورات ومتغيرات شاملة وليس بحساب
المكاسب والخسائر التكتيكية المحدودة على هذا الجانب أو ذلك والتى هى شىء طبيعى فى أى عملية عسكرية. .
كيف حدثت الثغرة ؟؟!
عندما قامت حرب 6 أكتوبر وبعدما عبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس والى الضفة
الشرقية لها بجميع وكامل المعدات الحربية لتطهير أرض سيناء قام الاستطلاع الأمريكي يوم 13 أكتوبر بإرسال
بعض الطائرات التي تسللت ودخلت الى أرض سيناء لتستكشف نقاط قوة وضعف الجيش المصري وبالفعل نجح
الاستطلاع الأمريكي من تحديد نقطة ضعف للقوات المصرية وابلاغ القوات الإسرائيلية بهذه المنطقة لكي يتسللوا
منها الى داخل القوات المصرية
وقد كانت هذه النقطة هي المنطقة الفاصلة بين الجيشين الثاني و الثالث وهى منطقة البحيرات وهذه المنطقة لها
طابعها الجغرافي الذي يصعب على أحد السير أو الاختراق منه حيث أن البحيرات فيها لها اتساع كبير وأن
طبيعة الأرض فى الشاطئين الغربي و الشرقي يصعب من خلالهما الاختراق بالإضافة الى ذلك قامت القوات
المصرية بوضع الألغام فى هذه المنطقة لتأمين عدم عبور آي قوات من هذه المنطقة بالإضافة الى تخصيص
قوات تأمين ومهم الجانب الايسر للجيش الثالث و الجانب الأيمن للجيش الثاني بحيث يضيقوا الخناق ويحولوا دون
أي اختراق من بينهم ....
أحـــــداث الثغــره :-
استمرت القوات الإسرائيلية فى شن هجماتها العسكرية حتى يوم 13 أكتوبر وفى يوم 14 أكتوبر
قررت القوات المصرية قرار بتطوير الهجوم شرقا وذلك لسببين هما :
1- نقل ثقل العدو من الجبهة السورية الى سيناء.
2- الحصول على مزيد من الأرض المصرية .الثغرة
ففى ذلك اليوم وهو يوم 14 أكتوبر قامت القوات المصرية بدفع فرقة مدرعة وهى الفرقة 211 من الغرب الى
الشرق وعبرت هذه الفرقة فى منطقة الجيش الثاني من اتجاه الدفرسوار ونشبت بين القوات المصرية والقوات
الإسرائيلية معركة من أشد و أعنف المعارك التي قامت واستخدام الإسرائيليون فى هذه المعركة الأسلحة
الأمريكية الحديثة التي وصلت لهم خلال الحرب لمعونته ومن أهم هذه الأسلحة هي الأسلحة المضادة للدبابات
وتكبدت القوات المصرية فى هذه المعارك خسارة عدد كبير من دباباتها ولكنها كبدت القوات الإسرائيلية خسائر أفدح من خسائرها....
وقد أطلق على هذه المعارك معارك الدبابات الكبرى وفى هذه المعارك حدث الذي لم يحدث أبدا
خلال قصص ومعارك جميع الحروب العالمية فقد كانت هذه المعارك معارك دامية وشرسة حيث كانت المواجهة
بين الدبابات لا يفصلها أكثر من 1 كم فقط وخلال هذه المعارك قمنا بالاستيلاء على شريحة أرض جديدة وكبدنا
العدو الخسائر الجسيمة وفى يوم 15 أكتوبر وفى الساعة العاشرة مساء قامت قوة صغيرة للعدو تتكون من 7
دبابات بالاحتراق و الوصول الى غرب القناة لم تبلغ القيادة العامة هذه القوة الصغيرة إلا فى صبح يوم 16 أكتوبر
وقدر رئيس أركان الجيش الثانى أن هذا شئ بسيط وممكن التعامل معه وأصبحت الأخبار حول هذه الثغرة
متضاربة فنقول الدبابات اتجهت الى الشمال وبعضها اتجه الى الغرب وبعضها اتجه الى الجنوب ثم عادت الى
الشمال و أصبح عدد الدبابات المتسللة بدلا من 7 دبابات 30 دبابة قامت القوات المصرية بحشد نيران المدفعية
وقوات الطيران للتصدى الى هذا العدو من دبابات العدو وكان ذلك فى صباح يوم 16 أكتوبر ولكن دبابات العدو
كانت قد انتشرت فى هذه المنطقة واختبئت وراء الجبال الموجودة فى هذه المنطقة فلم تستطع قوات المدفعية
وقوات الطيران من إبادة هذه الدبابات نظرا لطبيعة المنطقة الجبلية وفى يوم 17 أكتوبر قامت القوات المصرية
بشن هجوما مصريا عنيفا وشديدا فى هذه المنطقة و أسفر عن استشهاد العديد من القيادات ..
وقد كانت الخطة المصرية التي وضعت لمقاومة الثغرة هى أن تحاصر القوات المعادية فى أضيق
مساحة من الأرض فى الغرب وسرعة تدميرها و فى نفس الوقت قفلها من الشرق حتى لا تتدفق قوات العدو
وتقرر أن يهاجم الجيش الثاني جنوبا و الجيش الثالث شمالا و بالفعل هذا ما حدث ووصلت المسافة بين الجيشين
الى 4 كم فقط ولكن الجيشين لم يتمكنوا من الالتقاء . ولذلك استطاعت قوات العدو أن تنفذ بأعداد أكبر الى الغرب
وذلك يوم 17 أكتوبر وكان القتال ودارت المعركة بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية وقامت القوات
المصرية بتكبيد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد لم تتكبدها إسرائيل طوال الحرب كلها
واستمرت هذه المعارك لمدة أربعة أيام وهى 17 ، 18 ، 19 20 أكتوبر واستخدمت خلال هذه المعارك جميع
أنواع الأسلحة المدفعية والمدرعات و الصواريخ و الطيران والهيلكوبتر ولكن زاد تسلل العدو الى هذه المنطقة
الجبلية متجها الى الجنوب وقامت القوات المصرية بالتصدى له شمالا فلم يستطع التوجه الى الإسماعيلية ولكنه
نجح فى التسلل و الانتشار جنوبا ولم تؤد خطة القيادة العامة للتصدى لها النتائج المطلوبة تماما وكان ذلك حتى
يوم 20 أكتوبر .....
النتيـــجه !! فشــــــــــــل الثغـــــــره :-
ولكن الموقف تطور واستطاعت القوات الإسرائيلية التسلل و الوصول جنوبا الى قطع طريق
القاهرة السويس و قامت الطلائع الأمريكية بمعرفة مدى الاستعداد المصري الكامل لإبادة الثغرة الإبادة الكاملة
وعليه طلبت إسرائيل بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية الى الشرق بدلا من العودة الى خطوط وقف
النار وأعلن الرئيس السادات موافقته على وقف النار فى 20 أكتوبر وتم وقف إطلاق النار فى 22 أكتوبر من
مركز القوة للقيادة المصرية.....