¨°o.O( عيون القمر) O.o°¨

فرحانين اوى انك معانا على عيون القمر ونفسنا تسجل معانا يالا سجل من هنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

¨°o.O( عيون القمر) O.o°¨

فرحانين اوى انك معانا على عيون القمر ونفسنا تسجل معانا يالا سجل من هنا

¨°o.O( عيون القمر) O.o°¨

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه)

    أحمد حسن
    أحمد حسن
    أمير عيون القمر
    أمير عيون القمر


    ذكر
    عدد الرسائل : 1024
    العمر : 35
    دولتـي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Egypt10
    هوايتى : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Chess10
    مزاجي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Busy10
    تاريخ التسجيل : 17/03/2008

    رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Empty رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه)

    مُساهمة من طرف أحمد حسن الأربعاء أبريل 08, 2009 4:00 pm

    بسم الله الرحمن الرح
    Surprised
    مقالات الأستاذ محمد حسنين هيكل المحجوبة كاملة
    (رسائل هيكل إلى السيد الرئيس :-محمد حسنى مبارك)

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

    monkey


    أولا هذه المقالات أوالرسائل

    كتبت بواسطة

    الكاتب العملاق

    والمحلل السياسى العالمى الكبير

    الأستاذ محمد حسنين هيكل

    أحد كبار المؤرخين فى العصر الحديث

    وأحد فحاطلة الفكر السياسى عالى المستوى

    الذى لم يصل إليه وإلى مكانته سوى القليلين جدا

    على مستوى العالم


    ****


    ثانيــا :- المقالات التى نحن بصددها الآن هى مجموعة

    من الرسائل التى كتبها الأستاذ إلى الرئيس مبارك

    وهى دروس سياسية فى غاية الأهمية

    ولكن للأسف الشديد لم يتم تقدير هذا العمل

    وطالب الرئيس بعدم نشر هذه الرسائل فى ذاك الوقت


    *****


    المقد متان الأولى والثانية فى هذا الملف، جرت كتابتهما سنة ٢٠٠٣،حين جري التفكير في نشر مجموعة المقالات الستة إليكترونيا علي الإنترنت، لكي تكون متاحة للجميع بعد مرور عشرين عاما علي كتابتها،ثم رأي الأستاذ هيكل أفضلية الانتظار إلي مناسبة أخري.

    ومع مرور خمسة وعشرين عاما علي كتابة المقالات الستة، ومع مرور خمس سنوات علي كتابة مقدماتها المستجدة ـ

    فقد بدا أن مناسبة النشر جاء أوانها،وقد وقع تعديل علي المقدمات المكتوبة منذ خمس سنوات،واقتصر التعديل بالتحديد علي مواقيت الشهور والسنين،

    لكي تتسق مع موعد النشر الجديد ـ يناير سنة ٢٠٠٨.

    ***
    «مكرم» طلبها من هيكل..

    ثم ذهبت إلي رئاسة الجمهورية

    فعادت إلي «هيكل» مع طلب من مبارك بعدم نشرها.

    ***

    هيكل: مبارك منحني رخصة الاتصال المفتوح به..

    ***

    ولكنني لم أستعملها تاركاً له الاتصال كما يشاء وحين يشاء.

    ***

    هذه الرسائل المفتوحة ظلت نصاً مختوماً في أدراجي.. وجاء أوان نشرها.

    ***

    كان الواقع الدامي علي «المنصة» دليلاً علي أن الرهان

    علي أمريكا وإسرائيل لم ينجح وأن خسائره فادحة.

    ظلت توابع الزلزال محسوسة حتي شتاء ١٩٨٢

    حين كتابة هذه الرسائل المفتوحة إلي الرئيس مبارك.

    رهان الأقوياء ليس مضموناً إلي درجة تجعل اختياراته محسومة..

    ورهان الضعفاء مكشوف دون حلم يلهم.

    -----------------------------------------------------------------

    سيتم عرض هذه الرسائل فى عدة مساهمااااااااات متتاليه فى نفس الموضوع ... أرجو المتابعه والاهتمام
    والأن انتقل بكم لعرض هذه الرسائل :----
    monkey
    تـــــــــابع
    أحمد حسن
    أحمد حسن
    أمير عيون القمر
    أمير عيون القمر


    ذكر
    عدد الرسائل : 1024
    العمر : 35
    دولتـي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Egypt10
    هوايتى : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Chess10
    مزاجي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Busy10
    تاريخ التسجيل : 17/03/2008

    رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Empty رد: رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه)

    مُساهمة من طرف أحمد حسن الأربعاء أبريل 08, 2009 4:09 pm

    المقدمة الأولى

    مقدمة عامة لحديث مستفيض!


    كانت الفترة من بداية سنة ١٩٧٤ وحتي بداية سنة ١٩٧٥ - لحظة تاريخية شديدة الأهمية والخطر بالنسبة لمصر وباقي الأمة العربية، لأن تلك الفترة - ما بين اثني عشر إلي خمسة عشر شهراً - انعطفت إلي منحني، وأي منحني علي الطريق - حاداً أو متسعاً - ليس بالضرورة خطأ وليس بالضرورة صواباً، بل إن قياسه يعود باستمرار لحساب وتقدير الدواعي إليه، وبينها تدافع المستجدات وتوالي ردود الأفعال، وتنوع أساليب إدارة الصراع بالمحافظة علي التقدم مع التحسب الواعي للمخاطر والاحتمالات.

    وفي حساب المستقبل وغاياته، فإن البعض منا ينسون أحياناً أن كل اختيار سياسي - أو غير سياسي - هو بطبيعته «رهان» علي احتمالات لها أسباب، وعلي ممكنات لها تقديرات، لأن هذه جميعاً تطرح أمام أصحابها فرصاً تساوي الإقدام، دون أن تكون لديهم تأكيدات تضمن النتائج.

    وليس استخفافاً بالتاريخ استعمال وصف «الرهان» علي الخيارات السياسية وغير السياسية، لأن كل اختيار يتضمن بالقطع درجة - ودرجة كبيرة - من التعامل مع المجهول، بمعني أن أي سياسي يجري تقديراته ويضع خططه بناء علي شواهد - يراها بالبصيرة متاحة - ويستشعر بالحس قدرة شعبه وأمته علي تحمل تكاليف الأمل والعمل في سبيلها - ويتوقع بالحساب أن بلوغها ممكن - كما يعتقد في نفسه بشرعية وأهلية تحمل المسؤولية فيما «راهن» عليه.

    وفي استعمال وصف «الرهان» - فإنه لابد من التفرقة بين رهان «القمار» ورهان «السياسة»، لأن الأول حظ، والثاني حساب، لكن الحالتين تعامل مع «مأمول مطلوب» - ينطوي تحقيقه علي مخاطر عالية في حالة الفشل، وتكاليف غالية في حالة النجاح - وتلك من طبائع تحدي الحياة، لأن المستقبل احتمالات وتقديرات، وإذا توقف القرار عن تحمل «مسؤولية الفعل» فقد مات المستقبل لأنه يصبح لحظة راهنة متجمدة إلي الأبد!

    * * *


    والشاهد أن كل يوم من الحياة رهان علي «مأمول مطلوب»، وهو في اللحظة نفسها غير مضمون - وذلك يصدق حتي في العادي في شؤون الحياة - فكل فرد يبدأ يومه، وهو بالفعل - واعياً أو غير واع - داخل في «رهان» علي السلامة - وفي «رهان» علي مهمة يؤديها - وفي «رهان» علي نتائج يروم تحقيقها، حتي يجد نفسه آخر النهار فاعلاً وفائزاً.

    بل إن بيت كل إنسان في حد ذاته «رهان» فعندما تتفق رغبة رجل وامرأة علي تأسيس حياة مشتركة، فذلك بالتأكيد «رهان»، داعيه ما رآه كل منهما في الآخر فترة التعارف أو فترة الخطوبة - واعتبره بشارة بالرضا والأمل (وذلك «رهان» علي عمر بكامله!).

    وفي الاختيار السياسي، فإن عنصر «الرهان» أكبر، لأن مجاله أوسع، وأهم الأسباب أن العلاقة بين أطراف الرهان والمتأثرين به لا يصل بينها رابط إنساني مباشر، كما هو في أحوال أسرة يسهل عليها أن تتصالح كل يوم قبل النوم، ثم إن قضايا «الرهان» في الشأن العام - خلافاً لشواغل ومشاكل أسرة - مصائر وأقدار شعوب وأمم - ومخاطر حرب وسلام!

    * * *


    وعلي سبيل المثال - وفي التجارب الكبري للشعوب المتقدمة والفاعلة في مسار التاريخ - فإن القرار السياسي وفيه أقدار ومصائر الشعوب والأمم، واحتمالات ومخاطر الحرب والسلام - هو في صميمه «رهان» شديد الصعوبة وبالغ التعقيد، وبالمناسبة فليس صحيحاً أن «رهان» الأقوياء يكون مضموناً إلي درجة تجعل اختياراته محسومة، في حين أن «رهان» الضعفاء يكون مكشوفاً إلي درجة يستحسن معها القبول بـ:«الواقعية» دون «حلم» يلهم - أي بغير «رهان» علي غد أكرم!

    وكتاب التاريخ شاهد أمام الجميع علي أن الخيارات الكبري علي مسار الصراع الإنساني ومسؤولياتها سلسلة من الرهانات لكل الأطراف علي تباين أحجامهم!

    فإن الحرب رهان - والسلام رهان - والمشروعات الكبري سياسية واقتصادية وأمنية رهانات - يضع فيها كل طرف أرصدته علي «مأمول مطلوب» يبحث عن الحق أو التفوق أو التقدم أو الأمن، وذلك جار من بداية القصة الإنسانية إلي نهايتها، هذا إذا كانت للقصة الإنسانية نهاية.

    وكذلك فقد كانت معركة الأمة العربية سنة ١٩٧٣ رهاناً يطلب تحرير الأرض، وقد حشدت الأمة وراء هذا الطلب كل مواردها الإنسانية والمادية، وتولت مصر قيادة فعل الإرادة، حتي جاءت اللحظة التي أصدر فيها الرئيس «السادات» قراره العظيم ببدء المعركة.

    * * *


    ثم حدث وسط نيران الحرب ودخانها، أن الرئيس «السادات» أقبل مسرعاً علي «رهان» تتسع رقعته عن ساحة ميادين القتال، وظنه يومها أنه «الرهان» علي السلام.

    لكن المشكلة الحقيقية أن الرئيس «السادات» بدأ «رهان» السلام قبل أن يتأكد أمامه «رهان» السلاح، وبالتالي فلم تكن لديه الفرصة لتقييم مستوي الأداء العربي غير المسبوق - ثم تستبين أمامه وتطمئنه النتائج الاستراتيجية، لما أمكن تحقيقه في حرب عسكرية محدودة - يمكنها خلق نتائج سياسية غير محدودة.

    وبسبب الدخول إلي «رهان علي السلام» قبل الأوان، فقد وقع المحظور، ذلك أنه إذا كان رهان القمار علي مائدتين في الوقت نفسه خطراً جسيماً، فإن رهان الصراع علي ساحتين في اللحظة نفسها، خطر أشد جسامة، لأن «رهان» السلام له مقتضيات، كما أن «رهان» الحرب له مقتضيات مختلفة، بواقع أن احتياجات كل «رهان» منهما تتعارض مع احتياجات «الرهان» الآخر، خصوصاً إذا كان كلاهما معلقاً بموازين، مازالت تتأرجح في لحظة معينة من الصراع، وأولي ضماناتها اليقظة طول الوقت والتركيز!

    والحاصل أن رهان «السلاح» له شروطه وأحكامه - ومناخه، كما أن رهان «السلام» له شروطه وأحكامه - ومناخه.

    وقد وقع التعارض بين الرهانين واستحكم، حين وجد الرئيس «السادات» نفسه مضطراً - أو متطوعاً - يتعهد في أول رسالة منه إلي «هنري كيسنجر» صباح يوم ٧ أكتوبر «بعد أقل من ٢٤ ساعة علي بدء العمليات العسكرية يوم ٦ أكتوبر» - بأن القوات المصرية «لن توسع جبهة القتال في سيناء، ولن تعمل علي زيادة عمقها».

    كان ذلك التعهد - ربما! - نافعاً لـ«رهان» السلام، لكنه في الوقت نفسه - وأكيداً! - كان ضاراً بـ«رهان» السلاح.

    * * *


    وبالفعل فإن «هنري كيسنجر» استنتج من هذا التناقض بين مقتضيات «رهان الحرب» ومقتضيات «رهان السلام» - تلك اللحظة - عدة فرضيات بني علي أساسها خطته، وخطة إسرائيل فيما بقي من أيام المعركة.

    وكانت استنتاجات «كيسنجر» منطقية بقدر ما هي مزعجة - وقد سجلها صاحبها في كتابه الأخير بعنوان «الأزمة»، الذي صدر في سبتمبر ٢٠٠٣، حاويا نصوص جميع المحادثات التليفونية التي أجراها «بوصفه وزيراً لخارجية الولايات المتحدة الأمريكية» مع كل الأطراف في الفترة ما بين ٥ أكتوبر ١٩٧٣ «قبل نشوب القتال بيوم واحد) ـ وحتي ٥ نوفمبر (حين بدأ رحلته إلي منطقة الأزمة قاصدا حلها، وبادئا بزيارة المغرب).

    كانت أهم استنتاجات «كيسنجر» ـ المنطقية والمزعجة في آن واحد ـ وكما كتبها بنفسه علي النحو التالي:

    أولا: أن الرئيس «السادات» بنص رسالته السرية (عن طريق «القناة الخلفية» لوكالة المخابرات المركزية في القاهرة) قدم له غداة نشوب المعركة صباح ٧ أكتوبر ١٩٧٣ تعهدا مكتوبا «بأن مستوي القتال لن يزيد علي حجمه الحالي اتساعًا أو عمقًا»، وذلك له معنيان:

    ـ المعني الأول: أن العمليات توقفت بعد العبور، ولم تعد هناك نية لتطوير الهجوم علي الجبهة المصرية، بما يتيح لإسرائيل وقتا لاستعادة الزمام بعد مفاجأة عرفت بأمرها قبل وقوعها ـ لكن فرصة توقيتها فاتت، (وكذلك كان في وسع إسرائيل أن تركز مطمئنة علي الجبهة السورية أولا، ثم تعود إلي الجبهة المصرية ثانيا بعد ردع قوات الشمال وردها عن بلوغ بحيرة طبرية ومنها إلي قلب إسرائيل).

    ـ والمعني الثاني أن جبهات القتال العربية التي توحدت بالنار ـ تفرقت بعد يوم واحد من المعركة، لأن القيادة المصرية ـ كما هو ظاهر لها ـ دخلت وحدها في «رهان السلام»، فوق ـ أو تحت ـ مائدة أمريكية ليس عليها الآن ضوء، وليس حولها ـ هذه اللحظة - وهج، أي أنه «رهان سري» بكل ما يتحمله «الرهان السري» من تبعات ـ وذلك شأن أي تحرك في الخفاء أو في العتمة!

    ثانيا: أن الرئيس «السادات» كما هو واضح من مدلول رسالته تصرف دون تنسيق مع السوريين، ومن وراء ظهر السوفيت، ومعني ذلك أنه تخلي عن موقعه الأول، وحول أرصدته إلي مائدة ثانية ـ علي لعبة واحدة، ولم يعد يملك غير الاستمرار فيها، لأنه لم يعد يملك غيرها، وإذا حاول خارج ذلك، فقد انكشف رهانه أمام حلفائه العرب وأصدقائه السوفيت ـ ومعني ذلك في تقدير وحساب «كيسنجر» أن الضغط عليه الآن متاح (إلي حد الابتزاز)!

    ثالثا: وأن ذلك خلق وضعا يمكن استغلاله في السيطرة علي أزمة الشرق الأوسط، باستعمال الرهان المصري المنفرد فوق ـ أو تحت ـ مائدة أمريكية في تثبيت ميادين القتال دون مخاطر ـ والتصرف عسكريا بحرية علي جبهاتها والوصول بالحرب في نهاياتها إلي نتائج تختلف عن بداياتها ـ وعندها يتأكد انفراد الولايات المتحدة بإدارة الأزمة علي نحو يحقق لها ـ ولكيسنجر وإسرائيل ـ كل المقصود أو معظمه.

    * * *


    ربما يكون من باب استيفاء الصورة في هذا الأمر ـ واتصالا بجدل وقع أخيرا عن حقيقة الاتصالات السرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وقت معارك أكتوبر، فقد أضيف لعلم من يهمهم الأمر ما يلي:

    ١ ـ أن عدد الرسائل التي جري تبادلها بين الرئيس «السادات» و«هنري كيسنجر» عن طريق هذه القناة السرية، في الفترة ما بين ٧ أكتوبر وحتي ٥ نوفمبر ١٩٧٣، وصل إلي أكثر من تسعين رسالة.

    ٢ ـ أن الرئيس «السادات» بنفسه أملي علي مستشاره للأمن القومي السيد «حافظ إسماعيل» إطار ما يريد إبلاغه لكيسنجر ـ رسالة بعد رسالة ـ سؤالاً وجواباً.

    ٣ ـ أن الذي قام بصياغة الرسائل بحكم وظيفته، هو الوزير المفوض «أحمد ماهر» (الذي أصبح وزيرا للخارجية فيما بعد)، وكان وقتها مديرا لمكتب السيد «حافظ إسماعيل»، وكان ممثل وكالة المخابرات المركزية «جين ترون» و(زميل له خلفه) يحضر لتسلم الرسائل السرية باليد من مستشار الأمن القومي «حافظ إسماعيل» أو من مدير مكتبه الوزير المفوض «أحمد ماهر».

    ٤ ـ وقد أضيف أن توقيع «أحمد ماهر» وبخطه كان مقروءًا علي أعلي الركن الأيسر من كل صفحة في الصورة المصرية، من ملف الاتصالات السرية، وقد رأيت هذه الصفحات بنفسي، وتأكدت منها، بل أكثر من ذلك سألت «أحمد ماهر» مباشرة، وكان الرجل أمينا مع نفسه ومسؤولا!

    والحقيقة أنني عرفت بسر الاتصالات الخفية أثناء رحلة إلي واشنطن سنة ١٩٧٥، ثم حصلت علي نسخة كاملة منها، وأذعت أولاها ضمن حديث صحفي مع جريدة «الأهالي المصرية» سنة ١٩٨٣، وكانت نصوص ومعاني هذه الرسائل قد صدمتني عندما عرفت أمرها، وفيما بعد فقد نشرت المجموعة الكاملة لها في كتاب «السلاح والسياسة» وكان ذلك قبل أن ينشر «كيسنجر» قصة هذه الاتصالات السرية ونصوصها في كتابه «سنوات القلاقل»، ثم يعيد نشرها مرة ثانية في كتابه الأخير «الأزمة».

    أردت هذا الاستطراد للعلم فقط، ولكي نتعرف جميعا علي موضوع ما نتجادل فيه، ومن ثم يلتزم الجميع بقيمة الحقيقة، لأنها الأرقي باستمرار والأعلي.

    ٥ ـ وربما أضيف أن داعي الصدمة، حين عرفت بأمر ملف الاتصالات السرية، مرده أن كل شيء كان مفتوحا أمامي، قبل وبعد حرب أكتوبر، فلم يكن هناك سر يخفي علي، ولعلي أقول ـ دون تجاوز ـ إنني كنت موجودا كل الوقت في أجواء صنع قرار الحرب، والشاهد أن ذلك كان مدلول التكليف ـ الكريم ـ من الرئيس «السادات» بأن أتولي كتابة التوجيه الاستراتيجي الذي يصدر عنه ـ رئيسا للدولة ـ إلي الفريق «أحمد إسماعيل» ـ قائدا عاما للقوات المسلحة ـ بتحديد وتفصيل هدف العمليات العسكرية في معركة أكتوبر ١٩٧٣، ووقتها كانت للفريق «أحمد إسماعيل» طلبات في شأن التوجيه الذي يصدر إليه،

    وكانت حواراته بشأنها كلها معي «وتلك علي أي حال قصة أخري»، وهكذا فقد كان مستغربا أن أفاجأ بموضوع الاتصالات السرية مع إسرائيل، والتفسير المحتمل أن الرئيس «السادات» الذي كان في حالة نشوة مساء ٦ أكتوبر ١٩٧٣ (وله الحق) ـ اعتبر من لحظتها ـ ربما! ـ أنه لم يعد في حاجة إلي حوار أو تشاور مع أحد، وأن شرعيته الجديدة التي صنعها النجاح العسكري للعبور تعطيه هذه الرخصة (وكان ذلك حقه).

    وفي النتيجة فقد كان خطر «الرهان» علي مائدتين أو ساحتين في نفس اللحظة، مزدحماً بالمحظورات، مستعصياً علي الحسابات لأنه:

    * من ناحية ـ يسلب الرهان العسكري ميزة التركيز علي إدارة إمكانياته بالكامل فيما راهن عليه.

    * ومن ناحية أخري ـ فإنه بالرهان السياسي يمنح الطرف الآخر وقتاً يتمكن فيه ـ دون خوف ـ من إعادة تشكيل الحقائق علي الأرض وإعادة ترتيبها قبل أن تبدأ الدبلوماسية في أداء دورها!.

    وذلك ما حدث بالفعل من يوم ٧ أكتوبر ١٩٧٣ إلي يوم وقف إطلاق النار (٢١ أكتوبر ١٩٧٣)، حتي إن خط وقف إطلاق النار علي الجبهة المصرية ذاتها جري اجتياحه (يوم ٢٢ أكتوبر ١٩٧٣)، وحين أعلن «المراهن» المصري غضبه علي هذا الخرق الفاضح لقواعد اللعب، كان في مقدور «هنري كيسنجر» أن يقول للرئيس «السادات:

    «إنه لا لزوم في هذه اللحظة للوقوف بغير فائدة عند خطوط يصعب تحديدها، ومادمنا سائرين إلي فك اشتباك أوسع بين القوات، فإن التمسك بخط ٢٢ أكتوبر والإصرار علي عودة القوات الإسرائيلية إليه ـ تضييع وقت في التفاصيل لا داعي له، خصوصاً أن أحداً لا يستطيع تحديد مواقع ٢٢ أكتوبر بدقة».

    وفي نهاية المطاف، فإن الرئيس «السادات»، وبرغم النجاح المستحق له في رهان العبور بالسلاح ـ وجد رهان السياسة يتحول أمامه إلي رهان قمار، والواقع أنه حين تصرف علي أساس أن ٩٩% من أوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة ـ فقد كان المعني ـ حتي بالجمع والطرح ـ أن ما تبقي من أوراق اللعبة في يده وفي يد العرب وفي يد بقية العالم ـ لا يزيد علي واحد في المائة، وذلك في حد ذاته، خروج علي قواعد الرهان السياسي، وقيد علي حرية إدارته، قبل أن يتحول المطلوب المأمول فيه، إلي متحقق موجود ـ يؤمن لنفسه ما هو مشروع من أرصدة الفوز!.

    وكان الرئيس «السادات» ـ ومع هذا «الرهان» علي أن الولايات المتحدة تملك ٩٩% من الأوراق ـ قد تعهد في أول لقاء له مع «هنري كيسنجر» (وزير خارجية الولايات المتحدة) يوم ٧ نوفمبر ١٩٧٣ ـ بإجراء تغييرات استراتيجية أساسية في السياسة المصرية وتوجهاتها الداخلية والخارجية.

    وباقتناع لدي الرئيس «السادات» وقتها (وبنصائح ـ ! ـ من ثلاثة ملوك: السعودية وإيران والمغرب)، ثم بتعهدات في المقابل قدمها (الصديق الجديد!) «هنري كيسنجر» ـ فإن تغييرات واسعة وشاملة راحت تجري في مصر، سياسية واجتماعية واقتصادية، ثم إن نتائج هذه التغييرات راحت تؤثر علي تماسك عناصر المجتمع المصري في الداخل وعلي روابط مصر وراء حدودها، فقد تأكد أن مصر سائرة علي طريق تغيير اجتماعي جذري وعلي طريق صلح منفرد مع إسرائيل،

    وبالتالي فإن أوضاع مصر الداخلية، وصلاتها مع محيطها الجغرافي والإنساني والثقافي مكشوفة ومعرضة ـ وزاد علي ذلك أن قبول مصر بتعاون استراتيجي مع الولايات المتحدة، يمكن أن يأخذ الجهد المصري إلي صراعات بعيدة وغريبة عن الصراع العربي الإسرائيلي (وذلك وقع عندما وجدت مصر نفسها تائهة في غابات ومستنقعات القرن الأفريقي (الصومال وإثيوبيا)، وفي غرب القارة مشغولة بأنجولا، وفيما بعد ـ منهمكة (مع شركاء لها) في جهاد باسم الإسلام ضد الإلحاد السوفيتي ـ في أفغانستان).

    وفي تلك الأحوال، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، كان الرئيس «السادات» متنبهاً بحسه الأمني إلي أن «الرهان» علي كل ما استجد ـداخل مصر والإقليم ـ سواء بقناعاته أو بتعهداته ـ مخاطرة تحتاج إلي حماية.

    وفي الواقع فإنه مع بداية سنة ١٩٧٥ كان هاجس الرئيس «السادات» تأمين تحركاته، لأن ذلك شرط «رهانه».

    وظلت عجلة هذا «الرهان» المصيري تدور هادئة أحياناً، محمومة في أحيان أخري، حتي حلت لحظة المأساة الحزينة علي المنصة يوم ٦ أكتوبر ١٩٨١.

    وكان الواقع الدامي علي المنصة دليلاً علي أن الرهان علي الولايات المتحدة ـ وإسرائيل ـ لم ينجح، وأن خسائره فادحة.

    وكانت تلك هي أجواء خريف سنة ١٩٨١، وكان ذلك هو المناخ الذي انتقلت فيه المسؤولية إلي «حسني مبارك» في خريف سنة ١٩٨١، وظلت توابع زلازلها محسوسة حتي بداية شتاء ١٩٨٢، حين كتابة هذه المقالات،
    أو هذه الرسائل المفتوحة إلي الرئيس الجديد:-
    «حسني مبارك».

    أحمد حسن
    أحمد حسن
    أمير عيون القمر
    أمير عيون القمر


    ذكر
    عدد الرسائل : 1024
    العمر : 35
    دولتـي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Egypt10
    هوايتى : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Chess10
    مزاجي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Busy10
    تاريخ التسجيل : 17/03/2008

    رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Empty رد: رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه)

    مُساهمة من طرف أحمد حسن الأربعاء أبريل 08, 2009 4:24 pm

    المقدمة الثانية

    مقدمة لكلام عمره ٢٥ سنة!

    ---هذه المقالات الستة، المكتوبة سنة ١٩٨٢ لها في الشكل والمضمون قصة يمكن أن تروي، خصوصا وقد جرت ـ وتكررت ـ الإشارة إليها عدة مرات خلال تلك الشهور من خريف سنة ٢٠٠٣ مع استئذاني في الانصراف عن العمل الصحفي المنتظم ـ وإعلاني مع بلوغ سن الثمانين، رغبة في الابتعاد من وسط الساحة أو قرب وسطها ـ ماشيا نحو الحافة دون الوقوع وراء الحافة في الخواء أو في الفراغ (كما كتبت وقتها).

    * * *


    وبداية وعلي وجه الإجمال، فإنني كتبت هذه المقالات الستة بأسلوب الخطابات المفتوحة، موجهة إلي الرئيس «حسني مبارك»، وكتبتها جميعا أوائل أو آخر سنة ١٩٨٢ ـ أي أن عمرها الآن خمسة وعشرون سنة (فهي مكتوبة حينها خريف سنة ١٩٨٢ ـ منشورة الآن أوائل سنة ٢٠٠٨).

    وكانت هذه المقالات أصلا وأساسا لمجلة المصور بطلب من الأستاذ «مكرم محمد أحمد» رئيس تحريرها، الذي أعتبره بمثابة الابن، رغم أن فارق العمر بيننا عشر سنوات، لكن شعور الأب والابن، أو الأب والأبناء، يربطني دائما بجيل من شباب الصحفيين ـ يومئذ ـ شاركوا معي ـ أو شاركت معهم ـ في ذلك الانتقال بالأهرام من قرن إلي قرن، ومن زمن إلي زمن!

    * * *


    وفي تلك الأيام، فقد حدث بعد تجربة سبعة عشر عاما من العمل في الأهرام ـ رئيسا لتحريره ولمجلس إدارته ـ أن تطورات الأحوال السياسية في مصر أدت إلي ظهور واتساع خلاف يصعب الوصول فيه إلي حل وسط، أو صيغة توافق بين الرئيس «أنور السادات» وبيني، وكان موضع الخلاف بالتحديد خيارات الرئيس فيما رافق ولاحق الأداء العسكري الباهر للسلاح في معارك أكتوبر، فقد توصل الرئيس «السادات» في تقديراته للمواقف المستجدة بعد يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣ ـ إلي استنتاجات يتداعي منطقها علي النحو التالي:

    ١ ـ أن نظرية الأمن الإسرائيلي ـ المؤسسة علي تفوق يصعب تحديه عربيا ـ تلقت ظهر يوم ٦ أكتوبر ضربة موجعة أصابتها برضة عنيفة أوشرخ ـ وربما كسر ـ وذلك بسبب المفاجأة الاستراتيجية التي انقضت عليها من جبهتين عربيتين ـ في الوقت نفسه ـ هما مصر وسوريا، ثم مفاجآت أخري صاحبتها، متمثلة في سند تضامن عربي شامل وتعاطف دولي واسع، وذلك كله أدي إلي ظهور حقائق مستجدة لأول مرة علي ساحة الصراع، وترجمة ذلك عمليا أن إسرائيل جاهزة الآن ـ لسلام ـ كامل وعادل، وليس أمامها غير ذلك ـ الآن ـ خيار!

    ٢ـ وأن الولايات المتحدة الأمريكية ـ الآن ـ في عهد إدارة «نيكسون» ـ وقيادة مستشاره الأكبر «كيسنجر» ـ تملك من وسائل النفوذ ـ وحجم الإرادة ـ ما يكفي لفرض حل «معقول» علي إسرائيل، وذلك يضع ٩٩% من أوراق قضية الشرق الأوسط في حوزتها ـ دون غيرها (بلا حاجة لأطراف أخري).

    ٣ـ أن الاتحاد السوفيتي لم يعد له موقع علي خريطة الأحداث في هذه المنطقة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تعرقل أي جهد سوفيتي ـ وفي الوقت نفسه فإن أوروبا الغربية (وقتها) لا تملك في شؤون العالم كلمة نافذة ـ ( ومن ثم فهي الولايات المتحدة ولا أحد سواها، لأنها وحدها «الآن» ـ فعل المستقبل، والآخرون جميعا من أفعال الماضي).

    ٤ ـ وبهذه التقديرات فإن الولايات المتحدة والسلام، الذي يمكن أن ترعاه في المنطقة قادمان ـ و«الآن» ـ مثل قطار مندفع بأقصي سرعة فوق القضبان، مكتسحا في طريقه كل عائق، وعليه ومن باب السلامة، فإنه يتعين علي مصر أن تقفز إليه ولو بحل سريع مؤقت ـ وفق ما ينصح به «كيسنجر» ـ ثم إن بقية الدول العربية المشاركة في الصراع العربي الإسرائيلي ـ تستطيع أن تهرول إذا شاءت وتلحق قبل فوات الآوان، تتشعلق بآخر مركبة في القطار ـ إذا استطاعت!

    ٥ ـ إن ذلك ما يشير به أقرب الناصحين ـ «الآن» ـ للرئيس «السادات»، وهم الإمبراطور «محمد رضا بهلوي» شاه إيران، والملك «فيصل بن عبدالعزيز» ملك السعودية، و«أمير المؤمنين» الحسن الثاني ملك المغرب، إذ التقي إجماع الملوك الثلاثة علي أن الفرصة حانت للخروج من تيه الصراع العربي الإسرائيلي، وإلا فإن استمرار تفاعلاته في مناخ مأخوذ بنشوة انتصار عسكري محقق ـ قد يرفع سقف مطالب «الدهماء»، بما يؤدي بالمنطقة إلي حالة فوران تطلب «التغيير»، وتهدد «الاستقرار» وتهز «القيم» (أو لعلها تهز «القمم»).

    ٦ ـ وبناء علي هذا ـ الإجماع الملكي ـ فإنه لا الوقت ولا الظروف تحتمل التلكؤ بعد «الآن»، بل إن الملوك بدوا واثقين أن مقتضيات السلامة (علي الأرجح لأنفسهم) تستوجب المبادرة السريعة إلي العمل علي عدة اتجاهات، أولها: فك التعبئة النفسية والاقتصادية والعسكرية ـ وثانيها: مد الجسور متينة مع الولايات المتحدة الأمريكية ـ( وثالثها: بدء التهيئة النفسية لعلاقة من نوع مختلف مع إسرائيل ـ والرابع: توجيه نظر الناس واهتمامهم إلي وعد برخاء غير مسبوق تمكن منه فوائض النفط، وتيسر له مساعدات أمريكية علي طريقة «مشروع مارشال»، الذي أدي إلي انتعاش أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك تكون معارك أكتوبر آخر الحروب (نهاية للصراع ووداعا للسلاح).

    وبوحي من هذه الاستنتاجات العامة في البداية ثم المحددة أكثر مع التطورات! ـ فتح الرئيس «السادات» خط اتصال مبكراً من صباح يوم الأحد ٧ أكتوبر ١٩٧٣، برسالة منه إلي «كيسنجر» رد عليها وزير الخارجية الأمريكي فورا، بما فهم منه الرئيس «السادات» لحظتها أن إسرائيل (وإدارة نيكسون معها) تلقوا رسالة السلاح وفهموا مغزاها، مستوعبين دلالتها الاستراتيجية التي حملتها قوة المفاجأة العسكرية والتحالف السياسي العربي والدولي المساند لها.

    ولم تكن رسالة «كيسنجر» صادقة لا في النية ولا في القول، لأن القوي الواعية لحركة أي صراع ـ وعندما تضربها المفاجآت، يكون أول حرصها ـ ومن باب التحوط المبدئي ـ إجهاض خطط وأفعال الطرف الآخر، لكي تثبت ـ له وللجميع ـ عقم ما قام به وقلة جدواه، وتؤكد له ـ وللجميع ـ أنه غير قابل للتكرار بدليل إجهاضه قبل تمام ولادته، ثم إنه بعد إجراء الإجهاض (وربما الإقناع بعقم الحمل تحت أي ظروف) ـ ينفتح المجال واسعا لحقائق القوة تعود لتأكيد سطوتها!

    والمنطق هنا واضح وفكرته مستقرة في استراتيجيات الصراع، ملخصها أنه إذا استطاع عدو أن يحرز مفاجأة في صراعه ضد طرف آخر، فأول ما ينبغي علي الطرف المفاجأ أن يفعله، هو إلغاء أثر المفاجأة قبل أي «كلام»، بحيث يعود الوضع إلي ما كان عليه قبلها، ومن ثم يتمالك الطرف المفاجأ أعصابه، ويعيد تثبيت تفوقه، وبعد ذلك ـ وليس قبله ـ يجيء الوقت لمد حبال الاتصال والمحادثات والمفاوضات إلي آخره!

    * * *


    وعلي أي حال ـ وربما كنت مخطئا ـ فإنني لم أكن ـ فكرا أو رأيا ـ علي اتفاق مع استنتاجات الرئيس «السادات»، سواء في ذلك ما توصل إليه بنفسه، أو ما صادف هوي عنده فيما سمع من ملوك المنطقة (وهو يعتبرهم خبراء مجربين!)، ولم يظهر مجال لحل وسط بيننا، لأن استنتاجات الرئيس «السادات» تحولت عنده إلي خيارات ثم قناعات ونظريات تقوم عليها سياسات ومبادرات موجهة إلي الولايات المتحدة الأمريكية، مقدمة ونتيجة ـ أو بداية ونهاية!

    وراحت الطرق تتباعد، وكان لابد أن أترك موقعي في الأهرام، فالرجل رئيس الدولة المنتخب في استفتاء عام، وهو الذي يملك سلطة القرار، فضلا عن أن خياراته تلك اللحظة الزمنية المضطربة تحظي بدرجة ظاهرة من الشرعية، لأن وهج الأداء الباهر عند جسور العبور ـ عبر قناة السويس وفوق هضبة الجولان ـ سحب الأنظار بالكامل عما كانت السياسة تمارسه بعد أن بدأ السلاح افتتاحيته المجيدة يوم ٦ أكتوبر وبعده!

    وكان منطقيا أن أتحمل المسؤولية فيما فكرت ورأيت، بما فيه احتمال الخروج من الأهرام، والابتعاد عن محيط الصحافة المصرية بأسره ـ باعتبار سيطرة الدولة عليها ـ وقد حدث!

    ولم يكن ذلك كل شيء، بل زاد عليه أن العلاقات بين الرئيس «السادات» وبيني تعقدت عندما واصلت إبداء رأيي بالنشر خارج مصر، ملتزما بالأدب والموضوعية من أسباب معنوية ـ وحتي عملية:

    ـ بينها أن معارضة سياسة رئيس الدولة في حد ذاتها لها مقتضياتها من اللياقة.

    ـ وبينها أن صوت الخلاف مع وجود صاحبه مقيما داخل وطنه تحت سلطة رئيس الدولة، وسطوة قوانينه العادية والاستثنائية ـ كفيل بضبط الحوار (مع أن مثل هذه الكفالة العملية لم يكن لها تأثير كبير علي موقفي).

    ـ وبينها أن دواعي الخلاف كانت رؤي المستقبل لشعب وأمة، ولا يجوز فيها إلا ما هو موضوعي ومحدد ومسؤول، لأن الأمر كما قلت بالنص وقتها «يفرض علي كل مواطن أن يقف ليحدد مكانه ويرفع صوته واضحا صريحا دون تردد أو لعثمة في الحروف والكلمات!».

    وحلت فترة خشنة وصلت بي ـ مع صحبة طيبة ـ إلي سجن طرة ضمن اعتقالات ٣ سبتمبر ١٩٨١، وكانت تلك ذروة أحداث جسام بلغت حد المأساة باغتيال الرئيس «أنور السادات» يوم ٦ أكتوبر ١٩٨١، وكان اغتياله مبعث أسي شخصي وإنساني رغم وجودي لحظتها وراء قضبان سجنه، فلم يكن في مقدوري نسيان أن الرجل كان صديقا لزمن طويل، وأنني عرفته وقامت بيننا مودة صادقة وألفة حميمة، ثم إنني لأكثر من ثلاث سنوات- خصوصا أثناء مرحلة التحضير لحرب أكتوبر- كنت وفق قوله في حديث صحفي- وهو وقتها صحيح- «أقرب الأصدقاء إليه».

    * * *


    وبعد خروجي- وخروجنا جميعاً- من المعتقل، شاء الرئيس الجديد- حسني مبارك- أن يكون الإفراج عنا من أحد قصور الرئاسة، وكذلك دعانا للتوجه من سجن «طرة»- كي نلقاه في قصر العروبة، ومن هناك خرجنا إلي عالم الناس، ولا أقول عالم الحرية، لأن وضع رجل في سجن السلطة قد يحجب السجين عن حرية الفعل والحركة، لكنه لا يحرمه حرية الفكر والإرادة، وربما دلت علي ذلك واقعة جرت يومها في السجن، فقد حدث حين أعلن عن ترشيح «حسني مبارك» للرئاسة خلفا لأنور السادات، أن زار السجن أحد المستشارين الذين ادعوا «الوصول»، وقدم ذلك الزائر نفسه مبعوثا خاصا يحمل رسالة مهمة، وطلب مقابلة ثلاثة من المعتقلين اعتبرهم- من منظوره - ممثلين لتيارات سياسية وفكرية مؤثرة، وكان الثلاثة هم الأستاذ «فؤاد سراج الدين»، والأستاذ «فتحي رضوان»، وكنت الثالث!

    وجاءت الرسالة التي ألقاها زائرنا في السجن علي كل واحد عندما التقاه علي انفراد في مكتب مدير السجن (المقدم «محمود الغنام» ساعتها)- بما مؤداه «أن نكتب رسالة تأييد لترشيح «حسني مبارك» رئيسا للجمهورية، ويكون من ذلك إعلانا عن حسن نوايانا- تمهيداً للإفراج عنا- عائدين إلي بيوتنا».

    ومن المدهش أننا- الثلاثة- وبدون تنسيق، وبدون معرفة مسبقة بمجيء رسول من خارج السجن، وبدون استعداد لسؤاله كل منا منفردا معه في مكتب مدير السجن، أجبناه بنفس المنطق، بنفس الألفاظ تقريبا، وبما مؤداه: «إن أي تأييد منا لترشيح الرئيس الجديد من وراء القبضان، مشوب ومعيوب- لا يليق بنا ولا يليق به، وإنه حتي لو خطر علي بال أينا تزكية «مبارك»- تحسبا ودرءا لمخاطر دهمت هذا الوطن باغتيال رئيسه السابق- وبظواهر إرهاب مسلح تفجرت نذره في صعيد مصر- فإن هذه اللحظة وهذا المكان، هما آخر لحظة وآخر مكان يقبل فيهما رجال يحترمون فكرة الشرعية ذاتها- تزكية أي مرشح لأي منصب».

    ومن حسن الحظ أن ذلك «الرسول» ذاب فيما بعد، ولم يظهر له أثر، «وقيل لنا إن قرار الإفراج كان جاهزا من يوم ٢٢ أكتوبر، «لكنهم نصحوا الرئيس الجديد بتأخير تنفيذه حتي انقضاء يوم الأربعين علي جنازة الرئيس «السادات»).

    وعلي أي حال فقد وقع الإفراج عنا- كما أسلفت- وبعد الأربعين- من قصر العروبة في الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر ١٩٨١.

    * * *


    وكان لنا في الساعة التي قضيناها مع الرئيس الجديد حوار مفيد، ثم جري بعدها بأيام أنني دعيت إلي لقاء منفرد معه، ودار بيننا حديث تواصل ساعات، وتفضَّل الرئيس فأمر بإلغاء عدة مواعيد تالية له، لأن لقاءنا استمر- برغبته الكريمة- من الثامنة والنصف صباحا إلي الواحدة والنصف بعد الظهر!

    وأظن دون إفشاء لسر أنني طرحت أمام الرئيس الجديد بعضا من خواطري وهواجسي، وتفضل من جانبه فأشار بأن نظل علي اتصال، ورأي إعطائي أرقام تليفوناته المباشرة وغير المباشرة لأطلبه «في أي وقت» وقلت له- بينما أحد ضباط سكرتاريته الخاصة يناولني ورقة عليها أرقام ثلاثة تليفونات- «إنني شديد العرفان لكرمه، لكني أستأذنه مبكرا إلي أنني لا أنوي استغلال هذا الكرم»، وعددت أسبابي، وفيها:

    - أن تقديري لقيمة وقته حقيقي وبدون حساسية، وفي تجربتي المباشرة سابقا فإني عرفت عن قرب أثقال الرئاسة وأعباءها أكثر من عشرين سنة سواء مع «جمال عبدالناصر» (سبعة عشر عاما)، أو مع «أنور السادات» (قرابة أربع سنوات).

    - ولأني لا أعرف طبيعة تقسيمه لوقته ولا ترتيب مواعيده- فإني لا أريد المجازفة بطلبه حين يخطر لي، بينما يكون هو مرتبطا بشيء آخر في إطار برامجه وشواغله، وفي كل الأحوال فإن كل الناس رهن إشارته حين يشاء.

    - إنني بصدق لا أريد أن أكرر التجارب، لأن تكرارها مع تغير الأزمنة ليس مطلوبا، فهناك حقيقة أن لكل عصر هويته ومرجعيته- بمقدار ما أن لكل عصر سياساته وتوجهاته، وأنه ما من مشهد في العمل العام أسوأ من صورة رجال كل العصور، ودعائي إلي الله أن يحمي مصر منهم- ويحميه!

    - وأخيراً فإنني أخشي مسبقاً أن آرائي تختلف عن مجمل التوجهات السياسية العامة في السنوات الأخيرة- وفي حين أن هذه التوجهات سوف تكون ماثلة في اعتباره مع كل اختيار، فإنني في الغالب سوف أكون من رأي قد يختلف، فإذا ألححت عليه بما أري كل مرة- إذن فقد أتجاوز اعتباراته أو محدداته، بل وقد أبدو في كثير مما أقول به- رجلا «لا يعجبه العجب» (كذلك قلت).

    وبالفعل فإنني مع اعتزازي برخصة الاتصال المفتوح بالرئيس- لم استعمل هذه الرخصة، تاركا له- وقد سبق بكرمه- أمر الاتصال كما يشاء وحين يشاء- (وكذلك كان).

    ومر عام كامل.

    * * *


    وفي سبتمبر ١٩٨٢ تفضل الأستاذ «مكرم محمد أحمد» وطلب مني .......,

    يتـــــــــــــبع monkey
    أحمد حسن
    أحمد حسن
    أمير عيون القمر
    أمير عيون القمر


    ذكر
    عدد الرسائل : 1024
    العمر : 35
    دولتـي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Egypt10
    هوايتى : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Chess10
    مزاجي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Busy10
    تاريخ التسجيل : 17/03/2008

    رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Empty رد: رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه)

    مُساهمة من طرف أحمد حسن الأربعاء أبريل 08, 2009 4:31 pm


    تابع :- المقدمه الثانيــه

    مقدمة لكلام عمره ٢٥ سنة!


    ----وفي سبتمبر ١٩٨٢ تفضل الأستاذ «مكرم محمد أحمد» وطلب مني ......

    أن أكتب للمصور رأيي في إطار مناسبات تجمعت مع بعضها: سنة من رئاسة «حسني مبارك»- وسنة من التحولات والتغييرات خلالها- وسنة بعد خروجنا من السجن.

    وفكرت ثم اخترت- لسبب يتضح داعيه من سياق النصوص- أن أكتب ما أريد علي شكل خطابات مفتوحة موجهة إلي الرئيس «حسني مبارك» وكذلك بدأت الكتابة أوائل أكتوبر سنة ١٩٨٢، وفرغت من ستة مقالات اخترت أن أسلمها للأستاذ «مكرم» مرة واحدة، مجموعة متكاملة مترابطة- مع أوائل نوفمبر ١٩٨٢.

    لكنني وأنا أعرف الأستاذ «مكرم» وأدرك دقة التزامه المهني، وأقدر تمسكه بالأصول المرعية، رجوته ملحا ألا ينفرد في نشر هذه المقالات بقرار، فقد خشيت أن يتحمل بنشرها أكثر مما يلزمه، وأثقل مما أرضي له، وذلك أنني أستطيع- عن نفسي- قبول مخاطرة الطيران خارج «السرب»، لكنه- من جانبه- ليس مطالبا بنفس المخاطرة.

    وتسلم الأستاذ «مكرم محمد أحمد» مني مجموعة المقالات الستة أوائل نوفمبر ١٩٨٢، واستمع- مترددا- لما رجوته وسألته فيه من ضرورة ألا ينفرد في النشر بقرار.

    ومضت ثلاثة أسابيع حتي تلقيت اتصالا تليفونيا من المستشار «أسامة الباز» مقترحا أن يدعو نفسه علي العشاء معي أي يوم «هذا الأسبوع»، وتحمست، فالرجل زميل قديم- عملنا معا سنوات طويلة سواء أثناء وجودي في الأهرام، أو عندما اسند إلي- في ظرف سياسي معين- منصب وزير الإعلام- ثم أضيف إلي منصب وزير الخارجية بالنيابة. وبصرف النظر عن الزمالة الطويلة- فإن «أسامة الباز» ظل- رغم تباعد المسافات- رجلا قادرا علي إقامة علاقات واسعة، محافظاً علي جسور مفتوحة وطرق واصلة.

    واتفقنا بالفعل علي موعد للعشاء «مساء غد» في بيتي وحين جاء ومعه قرينته يومها السفيرة مها فهمي لاحظت من أول نظرة أنه يتأبط رزمة كبيرة من الأوراق تعرفت عليها، لأنها كانت نفس الرزمة التي سلمتها (داخل مظروف) إلي الأستاذ «مكرم محمد أحمد» ـ أي مجموعة المقالات التي كتبتها لـ «المصور».

    وصحبت «أسامة الباز» إلي مكتبي في نفس الطابق وهو ملاصق لمسكني، كي يتخلص علي الأقل من حمولته، سواء في ذلك رزمة المقالات التي يحملها تحت إبطه أو أي طلب في شأنها ينتظر علي طرف لسانه ـ قبل أن نجلس إلي مائدة العشاء.

    * * *


    ولم يكن هناك داع لمقدمات، لأن رزمة الأوراق التي استقرت أخيراً علي مكتبي طرحت موضوعها، وملخصه:

    ـ أن هناك خشية من أن النشر قد يسبب حرجاً في هذه الظروف (وقتها)!.

    ـ أن هناك «رجاء» بتأجيل النشر خارج مصر (كما في مصر أيضاً).

    ـ أن الأمر في النهاية متروك لي.

    ولم يأخذ الموضوع مني تفكيراًيقصر أو يطول، بل صدر ردي عفوياً وطوعياً ـ مضمونه: «إنني آخر من يريد أن يتسبب في إحراج من أي مقدار أو أي نوع في هذه الظروف، وبالتالي فسوف تنام هذه المقالات في درج مكتبي، حديثاً مؤجلاً إلي «يوم آخر»! ـ وفي خارج مصر كما في داخلها!».

    وأبدي «أسامة الباز» دهشته قائلاً: «يظهر أن الرئيس يعرفك أكثر مني، ذلك أنني حين عبرت له ـ بمعرفتي الطويلة لك ـ عن الشك في قبولك لما نطلبه منك»، رد علي بقوله: «اذهب وانقل عني واترك الموضوع لتقديره» ـ والذي أدهشني أنك استجبت بهذه السرعة، لكنه كما قلت لك «يبدو أنه يعرفك أكثر مني».

    ومرت الأيام ومضت ٢٥ سنة كاملة ـ ربع قرن ـ

    * * *


    وفي سبتمبر وأكتوبر سنة ٢٠٠٣ ورد حديث هذه المقالات الستة المحجوبة، مع مناسبة «استئذاني في الانصراف» عن الكتابة المنتظمة في ذلك الوقت، ثم تكرر الكلام وزاد وتداولته وتناولته الألسنة ـ سؤالاً وجواباً ـ في حوارات صحفية وتليفزيونية.

    وخطر لي وقتها ـ أن ذلك «اليوم الآخر» ربما جاء أوانه، لأسباب متعددة:

    أولها: ألا يظل حول هذه المقالات لغط أو لغز، خصوصاً أن بعض وسائل الإعلام راحت تبحث وتتقصي، وقد يصبح موضوع هذه المقالات مجالاً لنصوص مغلوطة أو منقوصة (وشيء من ذلك حدث!) لأنه وإن كان الأصل الذي سلمته للأستاذ مكرم محمد أحمد، وعادإلي علي أصله مع المستشار أسامة الباز إلا أنني أعرف أن صوراً عديدة من مجموعة المقالات الستة جري طبعها وتداولها علي نحو أو آخر.

    ثانيها: أن أحوال الأمم لا تنقض من الفراغ، وإنما هناك ـ للمشاكل والأزمات ـ مقدمات وبدايات، وبالتالي فإن ما هو واقع اليوم سبقته إشارات ونذر.

    ثالثها: أن هموم هذا الوطن لم تكن سراً، بل تحدث كثيرون عنها بما رأوا في وقته وأوانه، ولم يهمسوا أو يوشوشوا وإنما كتبوا بصراحة ـ وباحترام، ووصل ما كتبوه إلي علم المعنيين به وهم ـ كانوا ومازالوا ـ أصحاب القرار والسلطة، حتي وإن لم يعرف به عموم الناس.

    وربما كانت هناك أسباب أخري، لا تغيب ولا تخفي.

    ومع ذلك فإنني مرة أخري ـ آثرت أن أنتظر.

    * * *


    وقلت عندما استأذنت «في الانصراف»، أن ذلك الانصراف ليس اعتزالاً لشواغل الدنيا وهموم الناس، وليس غياباً عن الأحداث هجرة أو هرباً، إنما وصفته بأنه ابتعاد عن وسط الساحة أو بقربه ـ بعيداً نحو الحافة أو بجانبها، دون السقوط في الظلام وراء الاثنين، بل وفصلت ـ فيما عرضت ساعتها بـ «أنني سوف أنشر ملفات ومجموعات أوراق وكتب، وربما ظهرت في حلقات تليفزيونية تتعرض لما كان وما يكون».

    وإزاء إلحاح حوادث، وكذلك أصدقاء، فقد وافقت أخيراً وفي إطار هذا السياق أن أبدأ بملف يضم تلك المقالات الستة ـ التي حجبها طلب رقيق من هناك وقبول طوعي من هنا ـ منذ سنة ١٩٨٢ ـ لكي تظهر وتنشر بنصوصها وعباراتها وكلماتها ـ كما كتبتها من ربع قرن ـ ثم تضع نفسها تحت النظر والفحص!

    وعندما باشرت التنفيذ فقد رأيت ألا أغير شيئاً مما كتبت (لا الإطار ولا السياق ولا الوقائع ولا الآراء) ـ بالتزام أن تلك المقالات الستة نص مختوم في حينه، وهنا قيمته كبرت أو صغرت.

    وتبدي لي أن مرور الأيام واختلاف الأجواء وابتعاد الحوادث ربع قرن من الزمان، يقضي بأفضلية أن يكون هناك تمهيد مختصر ومنفصل لكل مقال، قصده استعادة مناخ ما كان لحظتها، بحيث تظهر «مواضع» الكلام وتبين معالمه وسط زمانه.

    وكذلك كتبت تمهيداً عاماً مستقلاً للملف بكامله، ثم قدمت لكل فصل فيه بإشارة محددة تلفت النظر إلي ما فيه زماناً ومكاناً.

    * * *


    وعلي أي حال فقد وجدت مناسباً أن أضع هذه المقالات الستة علي شكل كتاب إلكتروني علي شبكة الإنترنت لعدة أسباب:

    ـ الأول: إنني مازلت ملتزماً بـ «الاستئذان في الانصراف» عن الكتابة المنتظمة، ومع أن هذه المقالات الستة قديمة في زمن كتابتها منذ خمسة وعشرين سنة، إلا أنها جديدة بالإفراج عنها من أدراج مكتبي لنشرها الآن (سنة ٢٠٠٨) ـ ومن الممكن أن يؤدي ظهورها ورقياً إلي وقوع التباس بين ما قلته سابقاً ويبدو أنني أفعله الآن، بينما واقع الحال أنني لا أكتب جديداً، وإنما أنشر لأول مرة قديماً وقعت كتابته قبل ربع قرن! ـ (رغم أنني أقدر أن ما هو مفتوح إلكترونياً يمكن أن يصبح متاحاً ورقياً في نفس اللحظة! ـ ورغم أنني احتفظت لنفسي بالحق دائماً في الكتابة إذا طرأ طارئ يدعوني لها!).

    ـ والثاني : أن هناك عالماً مختلفاً للنشر الإلكتروني علي شبكة الإنترنت فرض نفسه منذ سنوات علي الوعي العام، وقد أصبح مجاله محيطاً بلا شواطئ إلي درجة أسطورية، وهذا المحيط يتسع للقديم وللجديد معاً، وقد خطر لي أن أجرب عليه قديماً ـ جديداً ـ وأتعرف إلي سطحه وعمقه «ولو علي كبر»!.

    وكذلك تركت هذه المقالات الستة تخرج للناس من باب غير مألوف بالنسبة لي، إلي قارئ غير محدد في محيط لا يستوعبه خيالي!.

    * * *


    وبقي ظني خلال ذلك أنني التزمت بما وافقت عليه إلي الحد الذي كان مرغوباً فيه وزيادة، فلم أكن وقتها ـ ولا الآن ـ أريد إحراجاً من أي درجة لأي طرف ـ ذلك أن محاولتي باستمرار موصولة بالتزام حد الأدب، ومعه حد الواجب ـ الأول يفرضه شرط الأخلاق، والثاني يفرضه شرط الحقيقة!


    واكون كده انتهيت من نقل المقدمتين ونتجه بإذن الله للمقالات
    يتــــــبع
    لكن بعــــد ما أشــــــــــوف تجاوبكم مع الموضوووووووووع وردودكم الجميـــــــله

    monkey
    yoha
    yoha
    MODERETOR/M
    MODERETOR/M


    ذكر
    عدد الرسائل : 1085
    العمر : 32
    دولتـي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Egypt10
    هوايتى : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Huntin10
    مزاجي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) 3ady10
    تاريخ التسجيل : 25/11/2008

    رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Empty رد: رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه)

    مُساهمة من طرف yoha الخميس أبريل 09, 2009 10:27 am

    تاخد رايي
    انا مش بحب هيكل لانه بيزيف في الطريق
    واحد قال 3 رويات عن موت الرايس عبد الناصر
    اصدقة ازاي
    أحمد حسن
    أحمد حسن
    أمير عيون القمر
    أمير عيون القمر


    ذكر
    عدد الرسائل : 1024
    العمر : 35
    دولتـي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Egypt10
    هوايتى : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Chess10
    مزاجي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Busy10
    تاريخ التسجيل : 17/03/2008

    رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Empty رد: رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه)

    مُساهمة من طرف أحمد حسن الخميس أبريل 09, 2009 3:28 pm

    تحبــــــــــه وتصدقه طبعا .. لانه كل ما بتظهر معلوماااااات وحقائق جديده كانت غايبه عنه
    بيرويهالك فى مقاااااال جديد .. ياريت تكون فهمتنى


    وده رايك ولكل شخص رايه وعلى الاخرين احترام رأى الشخص ده
    فمشكووووووووور على ردك يجميل ... ونورت التوبيك

    بس ياريت تكون قرات الموضوع ومتكونشى عقدتك تجاهه ما خليتك تقرأه

    هههههههه
    أحمد حسن
    أحمد حسن
    أمير عيون القمر
    أمير عيون القمر


    ذكر
    عدد الرسائل : 1024
    العمر : 35
    دولتـي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Egypt10
    هوايتى : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Chess10
    مزاجي : رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Busy10
    تاريخ التسجيل : 17/03/2008

    رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه) Empty رد: رسائل هيكل للرئيس مبارك (المحجوبه)

    مُساهمة من طرف أحمد حسن الإثنين يوليو 20, 2009 7:14 am

    انا بعتذر للجميع انى مش قادر أوصل لباقي الرسائل
    وبكده اكتفى بالمقدمتين
    thanxxxxx

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 9:17 am